لتكون جديرة في أفكارها وتطلعاتها وخطواتها بمحبة الله ، وفي جهاد الشيطان ، ليعطّلوا حركته ، وليفسدوا خططه ، وليبطلوا أثره ، وفي جهاد العدو ، ليحفظوا للإسلام قوّته ، وللمسلمين حريتهم وعزتهم وكرامتهم ، وليهزموا أعداء الله ويذلوهم ويسقطوا كل امتيازاتهم في القوّة والامتداد.
(وَالَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا) وهي الطرق العديدة المتنوعة التي تؤدي إلى الغايات التي يحبها الله في الحياة في ما يريد للإنسان أن يحققه في نشاطه وجهده من أجل بناء الحياة على الأسس الأخلاقية والروحية والعملية الثابتة ، كما تؤدي بالإنسان إلى الحصول على محبة الله ورضوانه ، والدخول في جنته.
(وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) الذين أحسنوا العقيدة ، فكانت عقيدة الحق ، وأحسنوا العمل ، فكان العمل الصالح ، إن الله مع هؤلاء في رعايته لهم ، ونصرته لمواقعهم ومواقفهم ، وتأييده وتسديده لكل خطواتهم في الحياة ، لأن الله قريب من كل الذين ينطلقون في مبادئهم وفي أقوالهم وأعمالهم ليتقربوا بذلك إليه ، لأنه يحب المحسنين ، وتلك هي غاية الإنسان في حياته ، وسعادته في مصيره.
* * *