فقد جاء فيها «والدي شيخ الإسلام إمام المجتهدين» (١).
وما ورد في وصف ابن العلامة بإجازة الشيخ علي النيلي لابن فهد والمؤرخة (٧٩١ ه) : «شيخنا المولى الإمام العلّامة خاتم المجتهدين» (٢).
وأخيرا كان يصرّح في بعض تلك الإجازات أحيانا شهادة ببلوغ الخرّيج درجة الاجتهاد ، كما كتب المجلسي محمّد باقر بتاريخ (١٠٨٥ ه) إجازة رواية مؤلّفاته لسبطه الخاتون آبادي ، وصرّح فيها ببلوغ درجة الاجتهاد (٣).
وفي العصور الأخيرة أخذ فقهاء مدرسة أهل البيت يصدرون أحيانا شهادة خاصّة لتلاميذهم ببلوغ درجة الاجتهاد.
هكذا تسرّب مصطلح الاجتهاد والمجتهدين إلى عرف أتباع مدرسة أهل البيت ولم يكن في حقيقته أكثر من اشتراك بين المدرستين في الاسم ، ومع ذلك فإنّ الاشتراك في الاسم هذا أوهم بعض الأخباريين من أتباع مدرسة أهل البيت فشذّوا في آراء لا مجال لذكرها. وإذا كان بين المدرستين اشتراك في الاسم فإنّهم يختلفون في المحتوى.
لأنّ فقهاء مدرسة أهل البيت لا يعتمدون أيّا من الأصول الفقهيّة الّتي ابتدعها أتباع مدرسة الخلفاء والمبنية على أساس رأي المجتهدين بمدرستهم وإنما يعتمدون الكتاب والسنة في استنباط الأحكام ، كما يتّضح ذلك مما يأتي في الباب التالي إن شاء الله تعالى.
__________________
(١) البحار ج ١٠٧ / ٢١٥ ـ ٢١٦.
(٢) البحار ج ١٠٧ / ٢٢٢ ـ ٢٢٥.
(٣) البحار ج ١٠٥ / ٢٩.