وصفه بأنه ذو الجلال والإكرام ـ مخلوق ، لأنه ادعى أنه أعمال مخلوقة يتوجه بها إليه ، وثواب وإنعام مخلوق يثبت به العامل ، وزعم أنه قبلة الله ، وقبلة الله لا شك مخلوقة.
ـ ثم ساق الكلام في الرد عليه ـ والقول بأن لفظ الوجه مجاز باطل من وجوه :
أحدها : إن المجاز لا يمتنع نفيه ، فعلى هذا ألا يمتنع أن يقال ليس لله وجه ولا حقيقة لوجهه ، وهذا تكذيب صريح لما أخبر به عن نفسه وأخبر به عنه رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
الثاني : إنه خروج عن الأصل (والظاهر) بلا موجب.
الثالث : إن ذلك يستلزم كون حياته وسمعه وبصره وقدرته وكلامه وإرادته وسائر صفاته مجاز لا حقيقة كما تقدم تقريره.
الرابع : إن دعوى المعطل أن الوجه صلة كذب على الله وعلى رسوله وعلى اللغة فإن هذه الكلمة ليست مما عهد زيادتها.
الخامس : إنه لو ساغ ذلك لساغ لمعطل آخر أن يدعي الزيادة في قوله : أعوذ بعزة الله وقدرته. ويكون التقدير أعوذ بالله ، ويدعي معطل آخر الزيادة في سمعه وبصره وغير ذلك.
السادس : إن هذا يتضمن إلغاء وجهه لفظا ومعنى ، وإن لفظه زائد ومعناه منتف.
السابع : ما ذكره الخطابي والبيهقي وغيرهما ، قالوا لما أضاف الوجه إلى الذات وأضاف النعت إلى الوجه فقال : (وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ) (الرحمن : ٢٧) دل على أن ذكر الوجه ليس بصلة وأن قوله : (ذُو الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ) صفة للوجه وأن الوجه صفة للذات.
قلت : فتأمل رفع قوله (ذُو الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ) عند ذكره الوجه وجره في قوله (تَبارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ) (الرحمن : ٧٨) فذو الوجه