ثم يهتف بصوته : من كان لي شريكا فليأت ، لمن الملك اليوم؟ فلا يجيبه أحد. فيقول : لله الواحد القهار ، ثم يزجر الخلائق زجرة أخرى فإذا هم بالساهرة» (١) الحديث ، وهو قطعة من حديث الصور الطويل ، ولم يزل الأئمة يروونه ويحتجون به حتى حدثت الجهمية.
وروى ابن خزيمة من حديث نعيم بن حماد ، حدثنا الوليد بن مسلم عن عبد الرحمن بن زيد بن جابر عن أبي زكريا عن رجاء بن حياة عن النواس بن سمعان قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إذا أراد الله أن يوحى بالأمر فتكلم بالوحي» (٢) الحديث. قال ابن خزيمة : ابن أبي زكريا هو عبد الله.
وقال الإمام أحمد : حدثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي عن الأعمش عن مسلم عن مسروق عن عبد الله قال : إذا تكلم الله بالوحي سمع صوته أهل السماء فيخرون سجدا حتى إذا فزع عن قلوبهم ، قال سكن عن قلوبهم ، نادى أهل السماء أهل السماء : ما ذا قال ربكم؟ قالوا الحق ، قال كذا وكذا. رواه عبد الله بن أحمد في كتاب «السنة» عن أبيه (٣).
وفي «تفسير» شيبان عن قتادة في تفسير قوله (فَلَمَّا جاءَها نُودِيَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ) (النمل : ٨) قال صوت رب العالمين. وذكره ابن خزيمة. وروى عبد الله بن أحمد ، عن نوف قال : نودي موسى من شاطئ الوادي. قال من أنت الذي تناديني؟ قال أنا ربك الأعلى. وقال الإمام أحمد : حدثنا إسماعيل بن عبد الكريم بن معقل بن منبه ، حدثنا عبد الصمد قال : سمعت وهب بن منبه قال : لما رأى موسى النار انطلق يسير حتى وقف منها قريبا ، فذكر الحديث إلى أن قال : فنودى من الشجرة ، فقيل له يا موسى فأجاب سريعا ولا يدري من دعاه ، وما كان سرعة جوابه إلا استئناسا بالإنس ، فقال لبيك مرارا ، إني أسمع
__________________
(١) تقدم تخريجه قريبا.
(٢) تقدم تخريجه قريبا.
(٣) تقدم تخريجه قريبا.