لا يغيضها نفقة ؛ سحاء الليل أرأيتم ما أنفق منذ خلق الخلق؟ فإنه لم يغض ما في يمينه وبيده الأخرى القسط يخفض ويرفع» (١) وقال تعالى : (وَقالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِما قالُوا بَلْ يَداهُ مَبْسُوطَتانِ) (المائدة : ٦٤) وفي الحديث الذي رواه مسلم في «صحيحه» ، في أعلى أهل الجنة منزلة «أولئك الذين غرست كرامهم بيدي وختمت عليها» (٢).
وقال أنس بن مالك قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «خلق الله جنة عدن وغرس أشجارها بيده ؛ فقال لها : تكلمي ، فقالت قد أفلح المؤمنون» (٣) ، وقال عبد الله ابن الحارث قال رسول صلىاللهعليهوسلم : «إن الله خلق ثلاثة أشياء بيده : خلق آدم بيده ، وكتب التوراة بيده ، وغرس الفردوس بيده ، ثم قال : وعزتي لا يدخلها مدمن خمر ولا ديوث» (٤) وفي «الصحيح» عنه صلىاللهعليهوسلم : تكون الأرض يوم القيامة
__________________
(١) رواه البخاري (٤٦٨٤) ، ومسلم في (الزكاة ٢ / ٣٧) من حديث أبي هريرة.
(٢) رواه مسلم في (الإيمان / ١٨٩) من حديث المغيرة بن شعبة.
(٣) (ضعيف وهو حسن لغيره) رواه الخطيب البغدادي في «تاريخه» (١٠ / ١١٨) ، والحاكم (٢ / ٣٩٢) وقال : صحيح الإسناد وتعقبه الذهبى فقال : بل ضعيف. ا ه.
وذكره الحافظ الهيثمي في «المجمع» بنحوه (١٠ / ٣٩٧) من عدة طرق : الأولى عن ابن عباس يرفعه بلفظ : «لما خلق الله جنة عدن خلق فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ، ثم قال لها تكلمى فقالت : (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ) ، وفي رواية : «خلق الله جنة عدن بيده ودلى فيها ثمارها وشق فيها أنهارها ، ثم نظر فيها فقال لها : تكلمي ، فقالت : (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ) فقال : وعزتى لا يجاورني فيك بخيل.
رواه الطبراني في «الأوسط» ، و «الكبير» وأحد إسنادى الطبرانى في «الأوسط» جيد ، وعن أبي سعيد يرفعه بنحوه رواه البزار مرفوعا وموقوفا ، والطبرانى في «الأوسط» ، ورجال الموقوف رجال الصحيح ، وأبو سعيد لا يقول بهذا إلا بتوقيف. ا ه.
(٤) (ضعيف مرفوع) رواه البيهقي في «الأسماء والصفات» وقال : هذا مرسل. ا ه. وذكره ابن القيم في «حادى الأرواح» وقال : المحفوظ أنه موقوف أه أفاده الألباني في «مختصر العلو» وقال : وأخرجه الآجرى في «الشريعة» عن جابر موقوفا وإسناده صحيح وأخرجه عبد الله في «السنة» (ص ٦٨) بنحوه ، وصححه الذهبى في «الأربعين» ، وأخرجه الدارمى عن ميسرة قال : فذكر مثله ، ورجاله ثقات وعن أنس عن كعب قال : فذكره وسنده صحيح ا ه. (مختصر العلو ص ١٣٠) بتصرف.