الفصل الأول
فى حب المال
اعلم أن الآيات الكثيرة قد وردت فى مدح المال تارة وفى ذمه اخرى.
أما آيات المدح فهو قوله : (١ (قل ما انفقتم من خير فللوالدين والأقربين ؛ يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم الخ ؛ وابتغوا من فضل الله) (١).
وأما آيات الذم نحو قوله تعالى : (لا تُلْهِكُمْ أَمْوالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللهِ ، وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ) (٢ ، وقوله : (أَنَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ) (٣ ، وقوله : (أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ) (٤.
ولما تعارضت الآيات فلا بد من التوفيق ، وطريق التوفيق لا يمكن للإنسان إلا ببيان مراتب الفضائل ، وهى ثلاثة (٥ :
النفسانية ـ وهى العلوم ، والأخلاق الفاضلة.
والبدنية ـ وهى الصحة والجمال.
والخارجية ـ وهذه الخارجية منها قريبة وهى الطعام والشراب وهما يخدمان البدن ، والبدن يخدم النفس ، والنفس يستكمل بالعلوم والأخلاق الفاضلة ، فهذان مخدومان على الإطلاق.
(ومنها بعيدة ، وهى المال) (٢) والمال خادم على الاطلاق فإن صرف المال إلى تحصيل العلوم وتهذيب الأخلاق كان محمودا ،
__________________
(١) هذه الآيات غير موجودة فى المخطوطة.
(٢) هذه العبارة ليست فى المخطوطة.