والاكتساب ، فقال : (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِها أَوْ آذانٌ يَسْمَعُونَ بِها) (٧ ،
فقوله : (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ) ، محمول على الطلب والجد والجهد فى الكسب ، وقال صاحب المنطق أن القسم الأول وإن كان غنيا عن الاستعانة بالمنطق إلا أنه نادر جدا ، والغلبة للقسم الثانى ، وكلهم محتاجون إلى المنطق ، فأنظر إلى هذه الأسرار العميقة كيف تجدها مدرجة فى الفاظ القرآن.
الحجة الثالثة : الآيات الدالة على أن استحقاق الجزاء ليس إلا على ما فى القلب من السعى والطلب ، فقال : (لا يُؤاخِذُكُمُ اللهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمانِكُمْ وَلكِنْ يُؤاخِذُكُمْ بِما كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ) (٨ ، وقال : (لَنْ يَنالَ اللهَ لُحُومُها وَلا دِماؤُها وَلكِنْ يَنالُهُ التَّقْوى مِنْكُمْ) (٩ ثم ذكر فى آية أخرى أن موضع التقوى هو القلب ، فقال (أُولئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوى) (١٠ ، وقال : (وَحُصِّلَ ما فِي الصُّدُورِ) (١١.
الحجة الرابعة : ان محل العقل هو القلب ، وإذا كان كذلك ، كان المامور والمنهى والمعاقب والمثاب هو القلب.
إنما قلنا : ان محل العقل هو القلب لقوله تعالى : (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِها) (٧ ـ وقوله : (لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِها) (١٢ ، وقوله : «إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى لِمَنْ كانَ لَهُ