الواحد لا يصدر عنه الا الواحد ، ومنهم من قال انه ليس هناك إلا قوة واحدة الا انها تختلف افعالها بسبب الشرائط ، ففى الابتداء تجذب وبعد الجذب تمسك ، وبعد الامساك تتصرف بها آثار الهضم والاحالة ، وبعد هذا الفعل تدفع الفضول الموذية ، وانها فى تصرفها بعد تحصيل جوهر الدم تورد تلك الاجزاء الدموية النضيجة على جواهر الاعضاء الاصلية ، ثم تلصقها بها ، فالقوة واحدة لكن اختلفت افعالها لاجل اختلاف شرائطها واحوالها.
واما القوى الحيوانية فهى إما ان تكون محركة او مدركة ، فان كانت محركة ، فهى اما مباشرة للتحريك او باعثة عليه ، اما المباشرة للتحريك فهى القوى الموجودة فى العضلات التى من شانها ان تحركها تارة الى الجذب وتارة الى الدفع.
واما الباعثة فلها مراتب : المرتبة الاولى من تلك القوى العضلية هى الإرادة الجازمة ، والشوق الجازم ، وهذه الإرادة الجازمة انما تتولد من شهوة القوة علقة تجذب الملائم او من غضب يتعلق (١) بدفع المنافى ، وهذه الشهوة والغضب انما يتولدان من شعور (الورقة ٢٧٣ ظ) الانسان يكون الشيء ملائما او بكونه منافيا ، فإن حصل الشعور يكون الشيء ملائما ترتب عليه الميل عن هذا الشعور ، وان حصل الشعور بكونه منافيا ترتب الغضب على هذا الشعور ،
ثم هذا الشعور قد يكون مختلفا (٢) وقد يكون فكريا.
اما القوى المدركة ، فهى إما القوى المدركة الظاهرة وهى الحواس الخمسة ، (٣) وإما القوى المدركة الباطنة وهى عندهم خمسة ـ
__________________
(١) المخطوطة : متعلق
(٢) أيضا : مختلفا
(٣) أيضا : الخمس