ويروى ان اسامة لما قتل الكافر الّذي قال : لا إله لا الله ، فقال له النبي عليهالسلام ، لما انكر عليه قتله ، واعتذر بانه قالها عن الخوف ، فقال : الا شققت عن قلبه ، وهذا يدل على ان المعرفة والايمان هو بالقلب ، وكان يقول (١) عليهالسلام : يا مقلب القلوب! ثبت قلبى على دينك (٣٠ ، وهذا تصريح بالمطلوب.
واما الدلائل العقيلة فلها وجوه وحجج :
الاول ان نقول النفس الانسانية واحدة ، فاذا كان كذلك وجب ان يكون ذلك العضو الرئيس هو القلب.
اما المقدمة الاولى وهى بيان ان النفس الانسانية واحدة ، فقد ذكرنا براهين هذه المقدمة فى الفصل المشتمل على دلائل إثبات النفس فلا حاجة الى الاعادة ، الا انا نذكر هاهنا حجة القائلين بتعدد النفس فنجيب عنها.
قالوا : رأينا النفس المدبرة لامر الغذاء حاصلة فى الثبات منفكة عن النفس الغضبية ، ورأينا النفس الغضبية حاصلة فى كثير من الحيوان بدون الناطقة ، ثم رأينا هذه الآثار الثلاثة حاصلة فى الانسان ـ فعلمنا ان كل واحد من هذه الثلاثة جوهر مستقل بنفسه ينفرد بذاته لكنها اجتمعت فيه.
وجوابنا انه ثبت فى علم المنطق ان الماهيات المختلفة يجوز
__________________
(١) المخطوطة : يقوله