وأما الزى فغلظ الثياب ولبس الصوف وتقصير الثياب وتشميرها وقصر الاكمام ، وترك ترميم الثوب وتركه مخرقا أو مرقعا بعض الترقيع كل ذلك تورية ليستدل بها على اتباع السنة ، وطريق العباد الصالحين من السلف الفقراء ، ولو كان هذا الجاهل يلبس ثوبا رفيعا حلالا وكان قصده فيه أن لا يوصف بالرياء والناموس لكان خيرا له ، ومنه لبس المرقعة والصلاة على السجادة ولبس الثياب الزرق التى يلبسها الصوفية مع التعرى عن حقايق التصوف فى الباطن.
وطبقة أخرى (٦ : أرادوا أن يتشبهوا بالصالحين فى الثياب والزى والهيئة ولم يسمح نفوسهم بلبس الثياب النازلة ، فأرادوا الجمع بين البابين فطلبوا الأصواف الرقيقة ، والفوط الرفيعة والمرقعات المصبوغة يلبسونها وقيمة ثيابهم قيمة لباس الأغنياء ، وأكثر ، وهذا من النزور.
وأما مراءاة (٧ أهل الدنيا فلباسهم الثياب الرقيقة النفيسة ، والمراكب الفارهة بالآلات (١) المذهبة والمموهة ليستدل بذلك على كثر أموالهم ويتحصلون به زيادة الجاه والمال.
النوع الثالث : الرياء بالقول (٨ ، أما لأهل الدين فبذكر (الورقة ٢٩٠ ظ) المواعظ وايراد الاخبار. وأما للشيوخ والفقهاء (٢) فبالمجادلة والمناظرة ليكون الغرض افحام الخصوم بحضرة الناس ليستدل به على كثرة العلوم ، وفى تحريك الشفتين بالذكر فى حضرة الناس والامر بالمعروف والنهى عن المنكر ، واظهار الغضب للمنكرات ،
__________________
(١) المخطوطة : بالآت
(٢) أيضا : واما الشيوخ واما الفقهاء