كثيرة جدا وكلها مؤدية إليه قوة الحرارة من القلب إلى الحس والحركة
وأما الجواب عن الحجة الثالثة فهو أن نقول هذا الكلام إن صح فهو يقتضي أن لا يكون فى القلب روح أصلا. وجالينوس لا ينازع فى كون القلب معدنا للارواح الحيوانية ، ويسلم أن الروح الحيوانى إنما يصعد من القلب إلى الدماغ ، ويصير هناك روحا نفسانيا نطقيا.
وأما الجواب عن الحجة الرابعة فهو أن نقول إنها من الاقناعيات الضعيفة ، وقد ذكرنا من جانبنا [حججا اقناعيات (الورقة ٢٧٣ و) من] جنسها بل أقوى منها ، فهذا آخر الكلام المنقح فى هذه المسألة.
واعلم أن جالينوس صنف كتابا سماه ابقراط وافلاطن ، ومقصوده ليس إلا هذه المسألة ، وهو كتاب طويل ، وقد طالعته واستخرجت زبدة كلامه وضممت إليه وجوها كثيرة ، كما ترى ، واوردته هاهنا.
الفصل السابع
فى شرح قوى النفس
اعلم ان النفس الانسانية لها قوى نباتية ، وقوى حيوانية ، وقوى انسانية.
فاما القوى النباتية : فاعلم ان جسد الانسان مخلوق من المنى ودم الطمث ، وهما جوهران حاران رطبان فبدن الانسان ما دام يكون حيا يكون حارا رطبا ، والحرارة اذا عملت فى الرطوبة اصعدت