اسم الجود والكرم ، ينبغى أن لا يحصل فى ذلك مزلة الريا ـ فإنه مرض آخر اشد من الأول ، والحاصل أن المعالج لهذه الأخلاق الذميمة يسلط بعضها على بعض ، فيسلط الشهوة على الغضب ويكسر سورته بها ، وبالضد ، فكذا (١) هاهنا.
والبخل عبارة عن طلب ملك الأموال ؛ والريا عبارة عن طلب ملك الأرواح ، والجمع بينهما محال ، فكل من كان أخذ الأمرين فى قلبه أقوى عالجه بتسليط الجانب الآخر بشرط أن لا يقوى الجانب الآخر فيكون كمن انتقل من مرض مهلك إلى آخر مهلك.
الخامس أن يتفق للإنسان أستاذ مشفق فكل شيء عرف منه أنه يتعلق قلبه به أخرجه عن قلبه بعد أن يخرجه عن يده ويبطله عليه ، ولا يزال يفعل به ذلك إلى أن يضعف ميله إلى تلك الأشياء.
الحاصل أنه كما أن كثرة الأفعال تفيد الملكة الراسخة القوية فكذا (٢) كثرة المفارقة توجب ضعف تلك الملكة.
__________________
(١) المخطوطة : فكذى
(٢) أيضا : فكذى