بل متعدى ، لا جرم كانت حالته فى العدل وفى الفسق مساوية لاحوال الكل على سبيل الاجتماع.
وقال عليهالسلام : ما من والى عشرة الا جاء يوم القيمة مغلولة يده إلى عنقه ، اطلقه عدله وآنفه جوره (١٣.
وهاهنا مسئلة وهى أن الرجل إذا ضرب نفسه ورآها صابرة على الحق ممتنعة عن الشهوات فى غير زمان الولاية ، إلا أنه خاف عليها ان تتغير ، إذا دامت لذة الولاية ، وان يستحلى الجاه (١٤ ، ويستلذ نفاذ الأمر ، فيكره العزل ، فيداهن خيفة من العزل ، فقد اختلف الفقهاء فيه.
فقال بعضهم يلزمه الهرب من تقلد الامارة ، وقال آخرون هذا حرف أمر فى المستقبل فهو فى الحال وجد نفسه قويا فى اظهار الحق والبعد عن الباطل.
قال الغزالى والصحيح (١٥ ان عليه الاحتراز لأن الإنسان إذا شرع فى الامارة تعسر عليه تحمل ألم العزل ، فربما لا يتم امر الامارة إلا بالمداهنة والتزام (١) الباطل ، فيدعوه خوف العزل إلى الشروع فى الباطل والعمل الفاسد ، إذا عرفت الكلام فى الخلافة والامارة فافهم مثله فى القضاء.
وأما الوعظ (١٦ والفتوى والتدريس ، وكل ما يتسع نسبة الجاه ويعظم به القدر ، فآفته عظيمة ، لأن لذة الجاه والقبول متولية على الطباع ، وعند الاستيلاء يخاف أن لا يبقى الإنسان على المنهج القديم
__________________
(١) المخطوطة : الزام