إذا عرض هذا فلننظر (الورقة ٢٨١ و) فى علاج البخل ، وذلك من وجوه :
الأول أن يسعى الرجل فى تقليل (١) حاجاته ، لأنه إذا قلت حاجاته قل تعبه وميله إلى تحصيل (ما) (٢) يدفع تلك الحاجات. لأن إعدام الشيء قبل حصوله غير معقول. ولا شك أن هذه الحاجة إما حاجة انتفاعه هو بذلك المال أو حاجة متصلبه.
أما الاول فيعالج طول الامل (٤ بكثرة ذكر الموت ، والتأمل فى موت الاقران ويصرف وهمه إلى انه لا يمكنه الانتفاع بالمال إلا فى الزمان الحاضر ، ثم انه يكتفى من المطعم والملبس والمسكن باقل ما يحتاج إليه ويسد على نفسه باب التنعمات ، وحينئذ يقل حرصه على تحصيل المال بسبب نفسه ،
وأما الثانى فيعالج بترك الالتفات إلى الولد بان الله خلقه وخلق معه رزقه ، وكم من ولد لم يرث من أبيه مالا ثم صار أغنى منه ، او أغنى الخلق ، وكم من ولد ورث اموالا عظيمة ثم صار أشد الناس فقرا (٥.
الثانى ان يتأمل فى الآيات والأحاديث الواردة فى ذم البخل ومدح السخاء ، والوعد بالثواب العظيم فى السخاء ، والوعيد (٣) بالعقاب العظيم فى البخل (٦.
الثالث كثرة التأمل فى أحوال البخلاء ونفرة طباع الافاضل من الناس منهم ، واطباق اهل العالم على ذمهم ، فانه ما من بخيل إلا ويستقبح
__________________
(١) المخطوطة : تعليل
(٢) أيضا : تحصيل يدفع الخ ،
(٣) أيضا : الوعد