فثبت أن حرص الحريص وبخل البخيل لا يوصلان إلا الغم والحسرة قبل الموت وعند الموت ، وأما [بعده] (١) فنعوذ بالله منه.
الثالث عشر يجب على العاقل أن يعلم أنه لا نهاية لمراتب تلك الأموال فان ملك مائة ألف دينار وإن كان لذيذا إلا أن ملك الف الف دينار ألذ ، إذا ثبت هذا فنقول : النفس لا يصل إلى مرتبة من هذه المراتب إلا ويقوى التذاذها لوجدان تلك المرتبة وهى عالمة بان القدر بما فوق تلك المرتبة ألذ من وجدان تلك المرتبة مع العلم بأن القدر بما فوق تلك المرتبة ألذ ؛ فثبت أن جمع المال لا يخلص عن مرض الحرص بل يقويه ويزيد فى قوته ،
أما إذا منع النفس عن الفوز بتلك المرتبة صار كالعاشق الّذي يمنع عن الالتذاذ بمعشوقه ، فإن هناك يقل العشق (٢) ويزول هذا المرض.
الرابع عشر أن الإنسان لا يمكنه أن يسعى فى طلب المال إلا (٣) عند الاستعانة بالغير ، وإظهار الحاجة إليه ، وهذه الحاجة وما فيها من الذل ناجزة (٤) ، واما حصول ذلك المال وحصول الانتفاع به فموهوم ، ولحمل الضرر الناجز لوجدان النفع الخسيس الموهوم لا يليق بالعاقل.
وأيضا إذا احتاج إليهم صار كالعبد لهم يفعل ما أرادوه ويترك ما كرهوه ، والقانع المانع نفسه عنهم لا يلتفت إليهم والممنوع مطلوب ،
__________________
(١) المخطوطة : هذا اللفظ مطموس
(٢) أيضا : هذا اللفظ غير واضح يمكن ان يقرأ «العسق»
(٣) أيضا : لا
(٤) أيضا : فاحره؟