الثالث ما فيه من المضايقة فإنها تستقبح فى الطعام ما لا يستقبح فى غيره.
الرابع يتعلق بالوقت ، فإن المضايقة يستقبح فى أوقات ، ولا يستقبح فى أوقات أخر ، وبالجملة ، فهذه الأحوال غير مضبوطة فى نفس الأمر ، والرجوع فيه إلى الأمر الظاهر ، ويمكن أن يضبط ذلك ، فيقال قد ثبت أن المال خادم والطعام والشراب فهما خادمان للبدن ، وهو خادم للنفس ، وهى خادمة للفضائل العلمية والخلقية ، فالمال هو الخادم الآخر ، وهذه الأشياء مخدومة للمال ، فكل مال انصرف إلى تحصيل مرتبة من مراتب هذه الأشياء التى سميناها بالمخدومة كان ذلك سخاوة ، والامتناع منه يكون بخلا ، وكل مال انصرف إلى شيء آخر غير هذه المراتب كان ذلك تبذيرا.