الإخلاص ، وهذا السرور لم يقع باختياره ، فوجب أن يكون فى محل العفو ، إلا أن حصول هذه الحالة يدل على أن هذا الشخص ليس من المخلصين الصديقين إذ لو كان كذلك ، لما التفت إلى اطلاع غير الله على طاعته بعد علمه بأن الله رأى تلك الحالة منه.
الثانى إذا تمم (٣ العبد على الإخلاص ، ثم أنه اطلع الناس وأظهره لهم ، فمنهم من قال : هذا الرياء محبط لثواب الأعمال السالفة.
واحتجوا بما روى أن رجلا قال : «صمت الدهر يا رسول الله؟» ، قال : «ما صمت ولا أفطرت» (٤.
وعن ابن مسعود أنه سمع رجلا يقول : قرأت البارحة البقرة ، فقال : ذلك حطه منها (٥.
ومنهم من قال أنه يثاب على إخلاصه المتقدم ويعاقب (٦ على هذا الريا المتاخر ، والله سبحانه يقتضي فيه بالعدل برعاية الخير والمقابلة بين الزائد والناقص ، وأجاب عن هذا الحديث بأن هذا التهديد لعله كان إشارة إلى كراهة صوم الدهر (الورقة ٢٩٢ و) على سبيل الدوام.
القسم الثانى إذا شرع فى العبادة مع الاخلاص ثم طرأت (١) داعية الرياء (٧ فى اثناء العمل بهذا الطارئ ، إما أن يكون مجرد سرور ولا يؤثر فى العمل ، وإما أن يكون رياء باعثا على العمل ، وبتقدير كونه باعثا على العمل ، فأما (٢) أن يكون باعثا على كيفيات
__________________
(١) المخطوطة : طرت
(٢) أيضا : فلما