ذلك العمل أو على أصل ذلك العمل ، فهذا القسم (٨) مشتمل على ثلاثة انواع :
النوع الأول : ـ أن لا يكون الطارئ إلا مجرد السرور وهذا هو (اخس) (١) الدرجات ـ فإن الحارث المحاسبى قال : «أنه يحبط (٩ العمل لأنه لما حصل السرور فى قلبه بسبب اطلاع المخلوق عليه كان ذلك السرور داعيا له إلى العمل ، وإذا صار هذا السرور حاملا له على العمل امتنع أن يكون القصد الأول المليء به لأجل الله تعالى حاملا له على العمل ، لأن الأثر الواحد لا يجتمع عليه مؤثر ان مستقلان (٢) ، والطارئ أولى بإزالة الثانى من العكس ، فكان أجر هذا العمل ما شابه أجر الله فوجب أن سر.
واحتج من قال بأن هذا السرور لا يحبط الثواب (١٠ بما روى أن رجلا قال يا رسول الله اننى اسر العمل لا أحب أن يطلع عليه أحد ، فإذا اطلع عليه أحد سرنى ، فقال عليهالسلام : اللهم لك أجران ـ أجر السر واجر العلانية (١١. وأيضا إن هذا السرور الزائد فى العمل لما لم يؤثر فى العمل دل على أنه ضعيف مرجوح بالنسبة إلى نية الاخلاص ، والمرجوح مختص (٣) بالعدم.
اجاب عنه من ثلاثة أوجه (١٢ :
أحدها لعل هذا السرور إنما حصل بعد الفراغ من العمل ،
والثانى لعله إنما حصل لاعتقاده بأن غيره يقتدى به ، بدليل أنه
__________________
(١) المخطوطة : ليس بموجود
(٢) أيضا : مسعلان
(٣) أيضا : ملخص