كما أنّ عمر قد حدّد مدّة الانتخاب لأعضاء الشورى بثلاثة أيام ، وقد ضيّق بذلك الوقت على الناخبين خوفا أن تتبلور الأوضاع وتتدخّل القطعات الشعبية لانتخاب من يشاؤون فيفوت غرضه.
٢ ـ إنّ هذه الشورى قد ضمّت بعض العناصر المعادية للإمام عليهالسلام والحاقدة عليه ، ففيها عثمان بن عفّان عميد الاسرة الأموية ، وموقف الأمويّين من الإمام معروف وعداؤهم له ظاهر ، وفيها عبد الرحمن بن عوف وهو صهر لعثمان ، وفيها سعد بن أبي وقّاص ، وهو من الحاقدين على الإمام لأنّ أخواله الأمويّون الذين وترهم الإمام ، فإنّ امّه حمنة بنت أبي سفيان ، وسعد حينما بويع الإمام بعد مقتل عثمان تخلّف عن بيعته ، وقد اختار عمر هذه العناصر المنافسة للإمام حتى لا يؤول الأمر إليه ..
وقد تحدّث الإمام عن المؤثّرات التي لعبت في ميدان الانتخاب قال عليهالسلام : « لكنّي أسففت إذ أسفّوا ، وطرت إذ طاروا ، فصغى رجل منهم لضغنه ، ومال الآخر لصهره ، مع هن وهن ».
إنّ هذه الشورى لم يكن المقصود منها ـ حسب ما يراه المحقّقون ـ إلاّ إقصاء الإمام عن الحكم ومنحه للأمويّين. يقول العلائلي :
إنّ تعيين الترشيح في ستّة ، مهّد السبيل لدى الأمويّين لاستغلال الموقف ، وتشييد صرح مجدهم على أكتاف المسلمين.
وقد وصل إلى هذه النتيجة السيّد مير علي الهندي قال :
إنّ عدم حرص عمر على مصلحة المسلمين دفعه إلى اختيار هؤلاء الستّة من أهل المدينة من دون أن يتبع سياسة سلفه ، وكان للأمويّين حزب قوي في المدينة ، ومن هنا مهّد اختياره ـ أي عمر ـ السبيل لمكايد الأمويّين ودسائسهم هؤلاء الذين ناصبوا الإسلام العداء ، ثمّ دخلوا فيه وسيلة لسدّ مطامعهم وتشييد صروح مجدهم