امّته على امتداد التاريخ إن كتب لها الكتاب ، إنّه الكتاب الذي أراد الرسول به أن يصون امّته من الزيغ والانحراف ، ولا تصاب بأيّة نكسة في جميع الأحقاب والآباد.
وعلم بعض الصحابة ما يريده النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم من نصب الإمام عليهالسلام خليفة من بعده وقائدا لمسيرة امّته ، فقال :
حسبنا كتاب الله ...
والمتأمّل في هذا الكلام يطلّ على الغاية المنشودة لهذا القائل وهو صرف النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم من الكتابة في حقّ الإمام عليهالسلام ، فلو كان يعتقد أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم يريد أن يوصي بحماية الثغور أو بجهاد الكفّار أو بالمحافظة على الطقوس الدينية لما ردّ على النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وقابله بهذه الجرأة ووقف بصلابة دون تنفيذ رغبته.
وعلى أي حال ، فقد كثر الجدل بين القوم ، فطائفة حاولت تنفيذ ما أمر به النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وطائفة أخرى أصرّت على معارضتها والحيلولة بينه وبين ما طلبه من الكتابة ؛ وذلك خوفا على فوات مصالحها وأطماعها ، وانطلقت بعض السيّدات من وراء الستر فأنكرن على القوم هذا الموقف المتّسم بالجرأة على النبيّ وهو في ساعاته الأخيرة ، فقلن لهم :
ألا تسمعون ما يقول رسول الله؟
ألا تنفّذون ما يريد رسول الله؟
فثار عمر وهو بطل الموقف ، وزعيم المعارضة فصاح بالنساء قائلا :
إنّكنّ صويحبات يوسف إذا مرض عصرتن أعينكن ، وإذا صحّ ركبتن عنقه ...
فرمقه الرسول بطرفه وصاح به :
« دعوهنّ فإنّهنّ خير منكم ».
وبدا صراع رهيب بين القوم وكادت تفوز الجبهة التي أرادت أن يكتب النبيّ ،