في الأصل هو الاختبار ، الذي يفصل به بين الخير والشر (١) فهو اسم الفعل مبدأ ونهاية ، فمبدؤه الاختبار ، ونهايته الفصل بين الخير والشر إذا استعمل في الله تعالى ، فإنّه يراد به النهاية دون المبدأ ، الذي هو التوصل إلى الفصل (٢). وأما التمحيص فإزالة ما قد انفصل من الخير عن الشرّ (٣). وكان المقصود به ما ذكره الله تعالى في قوله : (لِيَمِيزَ اللهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ)(٤). إن قيل : على
__________________
(١) قال ابن منظور : «ابتلاه الله : امتحنه ... والبلاء يكون في الخير والشر ، يقال : ابتليته بلاء حسنا ، وبلاء سيئا» لسان العرب (١٤ / ٨٤). وانظر : تهذيب اللغة (١٥ / ٣٩٠ ، ٣٩١) ، والصحاح (٦ / ٢٢٨٤ ، ٢٢٨٥) ، والمفردات ص (١٤٦).
(٢) قال الراغب : «وإذا قيل ابتلى فلان كذا وأبلاه ، فذلك يتضمن أمرين : أحدهما تعرف حاله ، والوقوف على ما يجهل من أمره ، والثاني ظهور جودته ورداءته ... فإذا قيل في الله تعالى : بلا كذا وأبلاه ، فليس المراد منه إلا ظهور جودته ورداءته دون التعرف لحاله ، والوقوف على ما يجهل من أمره ، إذ كان الله علّام الغيوب ...» المفردات ص (١٤٦).
(٣) قال الأزهري : قال الليث : المحص : خلوص الشيء تقول : محصته محصا ، إذا خلّصته من كل عيب ... والتمحيص : التطهير من الذنوب ... والمحص في اللغة : التلخيص والتنقية. تهذيب اللغة (٤ / ٢٧١) ، والصحاح (٣ / ١٠٥٦) ، والمفردات ص (٧٦١) ، (٧ / ٨٩ ، ٩٠).
(٤) سورة الأنفال ، الآية : ٣٧.