قوله تعالى : (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ ...)(١) الآية.
الذّكر : ذكر باللسان ، وذكر بالقلب (٢). وذكر القلب ذكران : ذكر عن نسيان ، وهو إعادة ما انحذف عن الحفظ ، وذلك هو التذكر في الحقيقة ، وذكر هو إدامة مراعاة ما ثبت في الحفظ (٣) ، وقوله : (وَعَلى جُنُوبِهِمْ)(٤) عبارة عن حال الاضطجاع ، وعلى ذلك قوله : (وَإِذا مَسَّ الْإِنْسانَ الضُّرُّ دَعانا لِجَنْبِهِ أَوْ قاعِداً أَوْ قائِماً)(٥) فمن حمل الآية على الصلاة ، وقال : معناه لا يخلون بها في شيء من أحوالهم قائمين إذا قدروا ، قاعدين إذا عجزوا ،
__________________
(١) سورة آل عمران ، الآية : ١٩١. ونصّها : (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِياماً وَقُعُوداً وَعَلى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنا ما خَلَقْتَ هذا باطِلاً سُبْحانَكَ فَقِنا عَذابَ النَّارِ).
(٢) قال ابن القيم : «والذكر عبودية القلب واللسان ، وهي غير مؤقتة» مدارج السالكين (٢ / ٤٤٠).
(٣) وهذا ضد الغفلة ، وقد أشار إلى هذين النوعين الهروي في منازل السائرين قال : «والذكر هو التخلص من الغفلة والنسيان». قال ابن القيم : «والفرق بين الغفلة والنسيان أن الغفلة ترك باختيار الغافل ، والنسيان ترك بغير اختياره» انظر : مدارج السالكين (٢ / ٤٥١ ، ٤٥٢).
(٤) سورة آل عمران ، الآية : ١٩١.
(٥) سورة يونس ، الآية : ١٢. وانظر : جامع البيان (٧ / ٤٧٥).