به من النار (١).
قوله تعالى : (رَبَّنا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَما لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصارٍ)(٢) ، يقال : خزي الرجل : إذا لحقه انكسار ، إمّا من نفسه بإفراط ، يقال في مصدره الخزاية ، وإمّا من غيره ، ويقال في مصدره الخزي (٣) ، وعلى هذا هان وذلّ ، متى كان ذلك من نفسه ، يقال له الهون والذّل ، ومتى كان من غيره يقال له الهوان والذّل (٤) ،
__________________
(١) أشار إلى هذا المعنى الألوسي بقوله : «ثم لما استغرقوا في بحار العظمة والجلال ـ وبلغوا هذا المبلغ الأعظم ، وتحققوا أن من قدر على ما ذكر من الإنشاء بلا مثال يحتذيه أو قانون ينتحيه ، واتصف بالقدرة الشاملة ، والحكمة الكاملة ، كان على إعادة من نطقت الكتب السماوية بإعادته أقدر ، وأن ذلك ليس إلا لحكمة باهرة ، هي جزاء المكلفين بحسب استحقاقهم المنوط بأعمالهم القلبية والقالبية ـ طلبوا النجاة مما يحيق بالمقصرين ويليق بالمخلين فقالوا : (فَقِنا عَذابَ النَّارِ). روح المعاني (٤ / ١٦٠ ، ١٦١).
(٢) سورة آل عمران ، الآية : ١٩٢.
(٣) قال ابن فارس : خزي الرجل : إذا استحيا من قبح فعله ، خزاية فهو خزيان. مجمل اللغة ص (٢١١). وانظر : المفردات ص (٢٨١).
(٤) ذكر الراغب في المفردات الشواهد على هذا التقسيم ، فقال : «الهوان على وجهين : أحدهما : تذلل الإنسان في نفسه لما لا يلحق به غضاضة فيمدح به نحو قوله : (وَعِبادُ الرَّحْمنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً) [الفرقان : ٦٣]. الثاني : أن يكون من جهة متسلط مستخفّ به فيذم به. وعلى الثاني