مسلم بن بحر : (١) العرض هاهنا من قولهم : عرضت الشيء بالشيء في البيع ، وذلك قائم مقام المساواة ، والمعنى : لو عرضت الجنة بالسموات والأرض لكانتا ثمنا لها (٢) ، وذلك
__________________
ـ وصل بعضها إلى بعض» ونقل القرطبي في الجامع (٤ / ٢٠٤) عن ابن عباس رضي الله عنه قال : «تقرن السموات والأرض بعضها إلى بعض كما تبسط الثياب ، ويوصل بعضها ببعض ، فذلك عرض الجنة ، ولا يعلم طولها إلا الله. قال القرطبي : وهذا قول الجمهور ، وذلك لا ينكر ، فإن في حديث أبي ذر عن النبي صلىاللهعليهوسلم : «ما السموات السبع والأرضون السبع في الكرسي إلا كدراهم ألقيت في فلاة من الأرض ، وما الكرسي في العرش إلا كحلقة ألقيت في فلاة من الأرض». فهذه مخلوقات أعظم بكثير جدّا من السموات والأرض وقدرة الله أعظم من ذلك كله». وانظر : المحرر الوجيز (٣ / ٢٣٠) ، والتفسير الكبير (٩ / ٦) ، وتفسير غرائب القرآن (٢ / ٢٥٨). وأما حديث أبي ذر الذي ذكره القرطبي ، فقد أخرجه الطبري في جامع البيان رقم (٥٧٩٤) ، وابن أبي شيبة في كتاب العرش (١١٤) ، والبيهقي في الأسماء والصفات (٤٠٤ ، ٤٠٥) ، وصححه الألباني لطرقه في السلسلة الصحيحة رقم (١٠٩).
(١) هو أبو مسلم وقيل : أبو سلمة محمد بن بحر الأصفهاني ، من وجوه المعتزلة وبلغائهم ، وله تفسير على طريقة المعتزلة اسمه جامع التأويل لمحكم التنزيل ، توفى سنة ٣٢٢ ه وهو ابن سبعين سنة. انظر : لسان الميزان (٥ / ٨٩) ، وبغية الوعاة (١ / ٥٩) ، وطبقات المفسرين (٢ / ١٠٩) ، وهدية العارفين (٢ / ٧١).
(٢) نقل الفخر الرازي هذا القول في تفسيره (٩ / ٦) ونسبه لأبي مسلم.