يفسده قوله في غير هذه الآية : (كَعَرْضِ السَّماءِ وَالْأَرْضِ)(١) ، وقال بعضهم : هو من قولهم : فلان في جاه عريض ، وفي سعة ورحب (٢) ، وقد يقال للكبير عريض ، نحو : (فَذُو دُعاءٍ عَرِيضٍ)(٣). والمغفرة أصلها إزالة العقوبة (٤) ، وإن كان قد يقال لها وللإعطاء ، ولمّا أمر تعالى بالاتقاء من النار ، والاتقاء منها مقتض للمغفرة ، وذلك منزلة التاركين للذنب ، أمره في هذه الآية أن لا يقتصر على التقوى من النار ، التي [هي](٥) مقتضية للمغفرة ، بل يتجاوز إلى طلب الجنة ، فقال : (وَسارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ).
__________________
(١) سورة الحديد ، الآية : ٢١.
(٢) انظر : تفسير غريب القرآن (١١١ ، ١١٢) ، وغريب القرآن للسجستاني ص (٣٣١) ، ومعاني القرآن للنحاس (١ / ٤٧٧) ، والوجوه والنظائر (٢ / ٧٤).
(٣) سورة فصلت ، الآية : ٥١. انظر : تفسير غريب القرآن ص (٣٩٠) ، والصحاح (٣ / ١٠٨٣) ، وقد ذكر المؤلف في المفردات ص (٥٦٠) في معنى الآية وجهين : «أحدهما : أن العرض هو خلاف الطول. وثانيهما : أن العرض : البدل والعوض». وانظر : معالم التنزيل (٢ / ١٠٤) ، والكشاف (١ / ٤١٥) ، والمحرر الوجيز (٣ / ٢٣٢) ، والرازي في التفسير الكبير (٩ / ٦) ، والجامع لأحكام القرآن (٤ / ٢٠٥) ، النيسابوري في تفسير غرائب القرآن (٢ / ٢٥٩).
(٤) الذي عليه أهل اللغة أن أصل هذه المادة : التغطية والستر. انظر : العين (٤ / ٤٠٧) ، والزاهر ص (١٧ / ١٨) ، والمحكم (٥ / ٢٩٤) ، ومجمل اللغة ص (٥٣٣) ، والنهاية (٣ / ٣٧٣).
(٥) سقطت من الأصل والصواب إثباتها.