بشكرهم مع بخلهم ، فيكون قوله (بِالْبُخْلِ) في موضع الحال (١) ، وإلى هذا أشار الشاعر بقوله :
جمعت أمرين ضاع الحزم بينهما |
|
تيه الملوك وأفعال المماليك (٢) |
وقوله : (وَيَكْتُمُونَ ما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ)(٣) ، يدخل فيه من يستحقر ما آتاه الله من نعمته مالا كان أو عافية ، ومن خوّل (٤) علما ولم يفده مقتبسه منه ، ومن ينسى كثير ما أنعم الله عليه ويتذكر قليل ما يناله من نائبة (٥) ، كقوله تعالى : (إِنَّ الْإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ)(٦) قيل في تفسيره : ينسى النعم ويذكر المحن (٧) ، ونبه بقوله : (وَأَعْتَدْنا لِلْكافِرِينَ)(٨) أن من
__________________
(١) انظر : البحر المحيط (٣ / ٢٥٧) ، والدر المصون (٣ / ٦٧٧).
(٢) البيت لعلي بن الجهم وهو من بحر البسيط. انظر : ديوانه ص (١٦١) ، ومجمع البلاغة (١ / ٢٥٦) ، والبحر المحيط (٣ / ٢٥٧).
(٣) سورة النساء ، الآية : ٣٧.
(٤) خوّل : أي أعطي. انظر : المصباح المنير ص (٧٠).
(٥) قال ابن كثير : «فالبخيل جحود لنعمة الله ، فلا تظهر عليه ولا تبين ، لا في مأكله ، ولا في ملبسه ، ولا في إعطائه وبذله ، كما قال تعالى : (إِنَّ الْإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ) تفسير القرآن العظيم لابن كثير (١ / ٤٧٠).
(٦) سورة العاديات ، الآية : ٦.
(٧) وهذا تفسير الحسن البصري. انظر : جامع البيان (٢٤ / ٥٦٦).
(٨) سورة النساء ، الآية : ٣٧.