وقوله : (لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ)(١) أي تمنوا أن لم يبعثوا من القبور (٢) ، وقيل : أن جعلوا ترابا كالبهائم (٣) ، وقيل : أن لم يخلقوا رأسا (٤) ، ونحوه قوله تعالى : (وَيَقُولُ الْكافِرُ يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُراباً)(٥) ، وقوله :
__________________
ـ هذه الجملة معترضة والمراد : وقد عصوا. والظاهر أن الواو للعطف وحينئذ تقتضي كون عصيان الرسول مغايرا للكفر ، لأن عطف الشيء على نفسه غير جائز ، فإما أن يخصّ الكفر بنوع منه وهو الكفر بالله ، أو يقال : إنه عام وأفرد ذكر قسم منه إظهارا لشرف الرسول صلىاللهعليهوسلم وتفظيعا لشأن الجحود به ، أو يحمل عصيان الرسول على المعاصي المغايرة للكفر ، فيكون في الآية دلالة على أن الكفار مخاطبون بفروع الشرع». تفسير غرائب القرآن (٢ / ٤١٧) ، وانظر : التفسير الكبير (١٠ / ٨٦) ، وأنوار التنزيل (١ / ٢١٥ ، ٢١٦) ، وإرشاد العقل السليم (٢ / ١٧٨).
(١) سورة النساء ، الآية : ٤٢.
(٢) انظر هذا القول في : مدارك التنزيل (١ / ٣٥٩) ، وتفسير غرائب القرآن (٢ / ٤١٧) ، والبحر المحيط (٣ / ٢٦٣) ، وأنوار التنزيل (١ / ٢١٥) ، وإرشاد العقل السليم (٢ / ١٧٨).
(٣) انظر : جامع البيان (٨ / ٣٧٢) ، والنكت والعيون (١ / ٤٨٨ ، ٤٨٩) ، والوسيط (٢ / ٥٥) ، وتفسير القرآن للسمعاني (١ / ٤٢٩) ، ومعالم التنزيل (٢ / ٢١٧ ، ٢١٨) ، والجامع لأحكام القرآن (٥ / ١٩٩).
(٤) ذكره البيضاوي في أنوار التنزيل (١ / ٢١٦) ، وأبو السعود في إرشاد العقل السليم (٢ / ١٧٨).
(٥) سورة النبأ ، الآية : ٤٠.