لو تسّوّى بتشديد السين على إدغام التاء في السين ، وتسوّى بالتخفيف على حذف إحدى التاءين (١) ، وقوله : (وَلا يَكْتُمُونَ اللهَ حَدِيثاً) قيل : فيه أقوال : أحدها : ما روي عن ابن عباس وقد سئل عن هذه الآية. وقوله : (وَاللهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِينَ)(٢) فقال : إن المشركين يوم القيامة لما رأوا أن لا يدخل الجنة إلا من كان مسلما ، قال بعضهم لبعض : تعالوا نجحد (٣) ، نقول : ما كنا مشركين. فلما قالوا ذلك ختم الله على ألسنتهم ، وتكلّمت جوارحهم ، فشهدت عليهم ، فودّوا لو ساخت بهم الأرض (٤) ولا يكتمون الله (٥).
__________________
(١) قال ابن زنجلة : «قرأ نافع وابن عامر (تسّوّى) بتشديد السين والواو.
الأصل : (تتسوى) ثم أدغمت التاء في السين. وقرأ حمزة والكسائي (تسوّى) بتخفيف السين وفتح التاء والأصل (تتسوى) ثم حذفوا إحدى التاءين تخفيفا مثل (تذكرون)» ولم يشر الراغب إلى القراءة السبعيّة الثالثة وهي (نسوّى) وهو فعل مضارع مبني للمفعول ماضيه (سوّى) انظر : حجة القراءات ص (٢٠٣ ، ٢٠٤) ، ومعاني القراءات ص (١٢٧).
وانظر : جامع البيان (٨ / ٣٧٢) ، وبحر العلوم (١ / ٣٥٦) ، والمبسوط ص (١٥٧) ، والتلخيص ص (٢٤٤) ، وغاية الاختصار (٢ / ٤٦٣).
(٢) سورة الأنعام ، الآية : ٢٣.
(٣) في الأصل : (حتى) والصواب ما أثبته وهو الموافق للروايات.
(٤) ساخت بهم الأرض : أي : خسفت. انظر المصباح المنير ص (١١٢).
(٥) انظر : جامع البيان (٨ / ٣٧٣ ، ٣٧٤) ، وتفسير القرآن العظيم لابن أبي حاتم (٣ / ٩٥٧) ، ومعالم التنزيل (٢ / ٢١٨) ، والجامع لأحكام