للعقبة (١) ، ولما كان الصعيد يقال لوجه الأرض وللساطع منه ، اختلف الفقهاء لاختلاف نظرهم في أنه هل يجب أن يعلق باليد شيء من التراب أم لا؟ فجوز الكوفيون أن لا يعلق باليد شيء من الأرض ، لكون الصعيد اسما لوجه الأرض ، ولم يجوّز الحجازيون ذلك اعتبارا بالصعود ، ولقوله : (فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ)(٢) وكذلك اختلفوا في أنه هل يجوز التيمم بما يخرج من الأرض سوى / التراب كالخل والزرنيخ (٣)؟ فجوّز ذلك بعضهم ومنع منه آخرون ، فمن جوّزه قال : لأن الصعيد اسم لما تصاعد من الأرض (٤). والتيمّم والتأمّم : التعمّد ، وفي قراءة عبد الله
__________________
(١) انظر : معاني القرآن وإعرابه للزجاج (٢ / ٥٦) ، وغريب القرآن ص (٢٩٨) ، ومعجم مقاييس اللغة (٣ / ٢٨٧) ، والمفردات ص (٤٨٤). وأحكام القرآن لابن العربي (١ / ٤٤٨) ، والبحر المحيط (٣ / ٢٧٠).
(٢) سورة النساء ، الآية : ٤٣. وقد جوّز مالك وأبو حنيفة ألّا يعلق باليد شيء عند التيمم ، ولم يجوّز ذلك الشافعي وأحمد. انظر : خلاف العلماء في ذلك في : بدائع الصنائع (١ / ٣٤٠) ، والمغني لابن قدامة (١ / ٢٤٧ ، ٢٤٨) ، والعزيز شرح الوجيز للرافعي (١ / ٢٣٠ ، ٢٣٥).
(٣) «الزرنيخ : عنصر شبيه بالفلزات له بريق الصلب ولونه ، ومركباته سامّة يستخدم في الطب في قتل الحشرات» المعجم الوجيز ص (٢٨٨) ، وانظر : المعرب ص (٣٥٦).
(٤) جوّز مالك وأبو حنيفة التيمم بكل ما كان من جنس الأرض كالنورة