مَعْلُومٌ)(١) واستقبح المبرّد هذا الوجه لحذف الموصول وترك الصلة (٢).
قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ آمِنُوا بِما نَزَّلْنا)(٣) الآية. الطمس والطلس والدرس يتقارب ، ولكن الطمس زوال الأعلام المماثلة ، قال : وبلدة طامسة أعلامها ، والطلس زوال الصورة ، ومنه قيل : درهم مطلس ، إذا لم يكن عليه نقش ، والدرس قد يقال في الأثر الخفي (٤). وطمس الوجوه منهم من أخذه
__________________
ـ وإعرابه للزجاج (٢ / ٥٧) ، والبحر المحيط (٣ / ٢٧٣).
(١) سورة الصافات ، الآية : ١٦٤.
(٢) انظر : الدر المصون (٣ / ٦٩٤ ، ٦٩٥) ، ولم أجد للمبرد كلاما على هذه الآية ، نعم رأيت أنه لا يجيز حذف الموصوف وإبقاء الصلة كما في المقتضب (٢ / ١٣٦) ، وليست هذه الآية من ذلك في شيء ، بل هي على هذا الوجه الأخير من باب حذف الموصوف لوجود ما يدل عليه ، وهذا لم يمنعه المبرّد مطلقا ، بل حمل عليه أبياتا ، وحمل عليه قوله تعالى : (وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ) [النساء : ١٥٩]. انظر : الكامل (٣ / ١٩٦) ، والمقتضب (٢ / ١٣٧ ـ ١٣٩).
(٣) سورة النساء ، الآية : ٤٧ ، ونصّها : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ آمِنُوا بِما نَزَّلْنا مُصَدِّقاً لِما مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهاً فَنَرُدَّها عَلى أَدْبارِها أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَما لَعَنَّا أَصْحابَ السَّبْتِ وَكانَ أَمْرُ اللهِ مَفْعُولاً).
(٤) انظر : معاني الطمس في : العين (٧ / ٢٢١) ، وجامع البيان (٨ / ٤٤٤ ، ٤٤٥) ، وغريب القرآن ص (١٠٦ ، ٣١٩ ، ٤٦٠) ، وتهذيب اللغة (١٢ / ٣٥١) ، و (١٢ / ٣٥٩) ، والصحاح (٣ / ٩٢٨) ، ومجمل اللغة