محسوسا ثم اختلفوا ؛ فمنهم من قال : عنى ذلك في الدنيا ، وهو أن ينبت الشعر على وجوههم فتصير صورتهم كصورة القردة والخنازير (١) ، وتكون وجوههم إلى أقفائهم (٢) ، ومنهم من قال : عنى ذلك في الآخرة (٣) ، وعلى ذلك قوله : (وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ وَراءَ ظَهْرِهِ)(٤) ، لأن وجوههم التي فيها العيون إلى ظهورهم ، ومنهم من أخذه معقولا ، ثم اختلفوا : كيف يكون ذلك؟ فمنهم من قال : عنى أنا نردّهم عن الهداية إلى الضلالة لما ارتكبوه من المعاصي (٥) ،
__________________
ـ ص (٤٥٢) ، ومعجم مقاييس اللغة (٣ / ٤٢٤) ، والمفردات ص (٥٢٤) ، وقال ابن فارس : «الطلس : محو الكتاب» مجمل اللغة ص (٤٥٠) ، وقال : «الدرس : الطريق الخفي ، ودرس المنزل : عفا ..» مجمل اللغة ص (٢٣٨) ، والصحاح (٣ / ٩٢٨).
(١) وهذا قول الفرّاء. انظر : معاني القرآن (١ / ٢٧٢) ، وجامع البيان (٨ / ٤٤٣) ، ومعالم التنزيل (٢ / ٢٣١).
(٢) هذا قول آخر ذكره الفرّاء كذلك في معاني القرآن (١ / ٢٧٢) ، وهو قول ابن عباس وقتادة وعطية العوفي واختاره ابن جرير الطبري. انظر : جامع البيان (٨ / ٤٤٠ ، ٤٤١) ، وتفسير القرآن العظيم لابن أبي حاتم (٣ / ٩٦٩) ، والنكت والعيون (١ / ٤٩٤) ، ومعالم التنزيل (٢ / ٢٣١) ، والبحر المحيط (٣ / ٢٧٨).
(٣) ذكر أبو حيان هذا القول في البحر المحيط (٣ / ٢٧٩) ولم يذكر قائله.
(٤) سورة الانشقاق ، الآية : ١٠.
(٥) وهذا قول مجاهد والحسن والضحاك. انظر : جامع البيان (٨ / ٤٤٢) ،