نحو قوله : (وَأَضَلَّهُ اللهُ عَلى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ)(١) الآية.
والثاني : أن تكون الوجوه الأعيان والرؤساء ، والمعنى قيل : أن يجعل الرؤساء منكم أذنابا (٢) ، وعلى ذلك قوله تعالى : (إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ)(٣) الآية. وقيل : إن ذلك في الآخرة ، وهو أن قوما من الكفار كانوا يسخرون في الدنيا من المؤمنين ، فيعرضون على الجنة ثم يردّون على أعقابهم فيدخلون النار (٤) ، وقوله : (أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَما لَعَنَّا أَصْحابَ السَّبْتِ) إشارة إلى ما تقدّم ذكره في قوله : (وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ)(٥) في سورة البقرة (وَكانَ أَمْرُ اللهِ
__________________
ـ وتفسير القرآن العظيم لابن أبي حاتم (٣ / ٩٦٩) ، والنكت والعيون (١ / ٤٩٤) ، وزاد ابن أبي نجيح والسدي. والبحر المحيط (٣ / ٢٧٨).
(١) سورة الجاثية ، الآية : ٢٣.
(٢) ذكر الزمخشري هذا الوجه في الكشاف (١ / ٥١٩) ، وحكاه عنه أبو حيان في البحر المحيط (٣ / ٢٧٩).
(٣) سورة آل عمران ، الآية : ١٤٩.
(٤) قال أبو السعود : «وقد اختلف في أن الوعيد هل كان بوقوعه في الدنيا أو في الآخرة ، فقيل : كان بوقوعه في الدنيا .. وقيل : إنما كان الوعيد بوقوع ما ذكر في الآخرة عند الحشر ، وسيقع فيها لا محالة أحد الأمرين أو كلاهما على سبيل التوزيع .. والحق أن النظم الكريم ليس بنصّ في أحد الوجهين ...» انظر : إرشاد العقل السليم (٢ / ١٨٦) ، والفتوحات الإلهية (١ / ٣٨٨).
(٥) سورة البقرة ، الآية : ٦٥ ، وانظر : تفسير الراغب (ق ٦٣ ـ مخطوط).