ألا ترى أنه قد يحدّ التائب مع أن العقوبة في الآخرة قد سقطت عنه بالتوبة (١)؟! وما رواه جابر أنا كنا نمسك عن الاستغفار لأهل الكبائر حتى نزل قوله : (إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ) الآية (٢) دلالة على فساد قولهم ، وما قالوه بأن هذا من أخبار الآحاد فلا يقبل فيما هو من باب التدين والعلم (٣) ، فإن أخبار
__________________
ـ (٦٧٨٤) ، وكذلك رواه مسلم بمعناه في كتاب الحدود ، باب «الحدود كفارات لأهلها» رقم (١٧٠٩). ورواه الترمذي في كتاب الحدود ، باب «ما جاء أن الحدود كفارة» رقم (١٤٣٩) بمعناه ، وقال : حسن صحيح. والدارمي في كتاب الحدود ، باب «الحد كفارة لمن أقيم عليه» (٢ / ١٨٢) رقم (٣٤٥٧) بمعناه أيضا. وأخرجه أحمد في مسنده (٥ / ٣١٤ ، ٣٢٠) وابن الجارود رقم (٨٠٣) ، والطحاوي في شرح المشكل رقم (١٩٤ ، ٢١٨٣) ، والبيهقي في السنن (٨ / ٣٢٨) والحميدي في المسند (٣٨٧) ، والبغوي في شرح السنة رقم (٢٩).
(١) وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمة عشرة أسباب تغفر بها الذنوب وتدفع بها العقوبات سوى التوبة. انظر : مجموع فتاوى شيخ الإسلام (٧ / ٤٨٧ ـ ٥٠١).
(٢) الصواب أن هذا الأثر عن ابن عمر ، وليس عن جابر كما ذكر الراغب ، وقد ذكره ابن كثير في تفسير القرآن العظيم بنفس اللفظ (١ / ٤٨٤) ، وعزاه للبزار ، وقد ذكر بألفاظ أخرى ، رواها ابن جرير في جامع البيان (٨ / ٤٥٠) ، وابن أبي حاتم في تفسير القرآن العظيم (٣ / ٩٧٠).
(٣) مذهب أهل السنة والجماعة الأخذ بكل ما صحّ عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، سواء أكان متواترا أم آحادا ، وسواء أكان في أبواب الفقه أو العقيدة أو غيرهما ،