محمد كذلك (١) تنبيها أنه ليس في صدّ بعضهم عن محمد توهين لأمره ، كما لم يكن في صدّ بعضهم عن إبراهيم توهين لأمره ، وفي قوله : (وَكَفى بِجَهَنَّمَ سَعِيراً) تنبيه أنهم وإن لم تلحقهم العقوبة معجّلة فقد كفاهم ما أعدّ لهم من سعير جهنم.
قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِنا)(٢) الآية.
إصلاؤهم بالنار : جعلهم / صلى لها (٣) ، كقوله : (وَقُودُهَا
__________________
ـ والجامع لأحكام القرآن (٥ / ٢٥٣).
(١) وهو قول السدي. انظر : تفسير القرآن العظيم لابن أبي حاتم (٣ / ٩٨١) ، وزاد المسير (٢ / ١١٢) ، والجامع لأحكام القرآن (٥ / ٢٥٣) ، والبحر المحيط (٣ / ٣٨٥).
(٢) سورة النساء ، الآية : ٥٦ ، ونصّها : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِنا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ ناراً كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَيْرَها لِيَذُوقُوا الْعَذابَ إِنَّ اللهَ كانَ عَزِيزاً حَكِيماً).
(٣) أي وقودا لها. قال أبو عبيدة في المجاز (١ / ١٣٠) «نصليهم نارا : نشويهم وننضجهم بها». وقال ابن منظور : «ويقال : صليت الرجل نارا ، إذا أدخلته النار ، وجعلته يصلاها ، فإن ألقيته فيها إلقاء ، كأنك تريد الإحراق ، قلت : أصليته بالألف ، وصلّيته تصلية. والصّلاء والصّلى : اسم للوقود تقول : صلى النار ، وقيل : هما للنار ، وصلّى يده بالنار : سخّنها ..» لسان العرب (١٤ / ٤٦٨). وانظر : مجمل اللغة ص (٤١٤) ، والمفردات ص (٤٩٠).