النَّاسُ وَالْحِجارَةُ)(١) ، وقوله (٢) : (كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَيْرَها)(٣) فيه قولان ؛ أحدهما : أنه يعاد ذلك الجلد بعينه على صورة أخرى ، كقولك : بدّلت الخاتم قرطا ، إذا خالفت بين الصورتين (٤). الثاني : أنه يخلق لهم جلود إذا نضجت لهم جلود ، فالعذاب والألم يصل إلى ما تحت الجلود من الروح وغيرها بوساطة الجلود كوصول النار إليه بوساطة سرابيل القطران (٥) المذكور في قوله : (سَرابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرانٍ وَتَغْشى وُجُوهَهُمُ النَّارُ)(٦) ، وتبيين ذلك أن الجلد واللحم متى تعريا
__________________
(١) سورة البقرة ، الآية : ٢٤.
(٢) في الأصل : (وقولهم) ، والصواب ما أثبته.
(٣) سورة النساء ، الآية : ٥٦.
(٤) ذكر هذا القول في : جامع البيان (٨ / ٤٨٦) ، والنكت والعيون (١ / ٤٩٧) ، ومعالم التنزيل (٢ / ٢٣٧ ، ٢٣٨) ، وزاد المسير (٢ / ١١٣) ، والجامع لأحكام القرآن (٥ / ٢٥٤) ، والبحر المحيط (٣ / ٢٨٥) ونسبه إلى الفضيل.
(٥) وهذا القول مروي عن ابن عمر وابن عباس وقتادة والربيع والحسن.
انظر : جامع البيان (٨ / ٤٨٤ ، ٤٨٥) ، وتفسير القرآن العظيم لابن أبي حاتم (٣ / ٩٨٢ ، ٩٨٣) ، والنكت والعيون (١ / ٤٩٧) ، والوسيط (٢ / ٦٨) ، ومعالم التنزيل (٢ / ٢٣٧) ، وزاد المسير (٢ / ١١٣) ، والبحر المحيط (٣ / ٢٨٥).
(٦) سورة إبراهيم ، الآية : ٥٠.