قال صاحب القانون : وأفضل لحوم الوحش : لحم الظبي ، مع ميله إلى السوداويّة.
(لحم الأرنب) : ثبت في الصحيحين ، عن أنس بن مالك ، قال : أنفجنا أرنبا ، فسعوا في طلبها ، فأخذوها. فبعث أبو طلحة بوركها إلى رسول الله (ص) ، فقبله.
لحم الأرنب : معتدل إلى الحرارة واليبوسة ، وأطيبها : وركها. وأحمد لحمها : ما أكل مشويّا. وهو يعقل البطن ، ويدر البول ، ويفتّت الحصى. وأكل رؤوسها ينفع من الرّعشة.
(لحم حمار الوحش) : ثبت في الصحيحين ـ من حديث أبي قتادة رضي الله عنه ـ : أنهم كانوا مع رسول الله (ص) في بعض عمرة ، وأنه صاد حمار وحش ، فأمرهم النبي (ص) بأكله : وكانوا محرمين ، ولم يكن أبو قتادة محرما.
وفي سنن ابن ماجة ، عن جابر ، قال : أكلنا زمن خيبر الخيل وحمر الوحش.
ولحمه : حار يابس ، كثير التغذية ، مولّد دما غليظا سوداويّا. إلا أن شحمه نافع ـ مع دهن القسط ـ لوجع الضّرس ، والريح الغليظة المرخية للكلى ، وشحمه للكلف طلاء. وبالجملة : لحوم الوحش كلها تولّد دما غليظا سوداويّا. وأحمده : الغزال ؛ وبعده الأرنب.
(لحوم الأجنّة) غير محمودة : لاحتقان الدم فيها. وليست بحرام قوله (ص) : «ذكاة الجنين : ذكاة أمه.
ومنع أهل العراق من أكله ، إلا أن يدركه حيّا فيذكيه. وأوّلوا الحديث على أن المراد به : أن ذكاته كذكاة أمه. قالوا : فهو حجة على التحريم.
وهذا فاسد : فإن أول الحديث : أنهم سألوا رسول الله (ص) ، فقالوا : يا رسول الله ، نذبح الشاة فنجد في بطنها جنينا ؛ أفنأكله؟ فقال : «كلوه إن شئتم ، فإن ذكاته ذكاة أمه.