إنّ الإنسان لا يعلم ، ولكن الله يعلم!
ينام الإنسان ، لا يعلم لماذا ينام! ولا كيف!
لقد أثبت العلم الحديث أنّ ساعات النوم تتغير بتغير مراحل حياة الإنسان المختلفة ، ومن يحرم من النوم يصاب بالأرق والإرهاق وبمتاعب جسديّة ، وربما بآلام أخرى جسدية قد تؤدي إلى موته.
من العجب أن يتثاءب الإنسان ، ولا يعلم لماذا يحصل ذلك؟ قيل بأن التثاؤب من علامات التعب ، وقيل بأنها من دلائل الإرهاق ، أو أنها دعوة للنوم ، وقد يصاب إنسان بتعب وإرهاق ولا يتثاءب ، وقد ينهض إنسان من النوم العميق ، يفيض حيوية ونشاطا ، ثم يتثاءب ويتكرّر ذلك معه؟
وهل التناؤب هو حاجة الإنسان إلى الهواء (الأوكسجين)؟ ونقول بأنّ بعض الناس قد يتعرّضون للاختناق ولا يتثاءبون! والأعجب من ذلك أنّ الإنسان قد يتثاءب إذا ما رأى أحدا غيره يتثاءب ، لا يعلم الإنسان سرّ ذلك!
ولكن الله يعلم.
وعود إلى البدء ، فإذا كان الإنسان لا يعلم كيف خلق! فإنّه لا يعلم كيف يموت ، ولا أين ومتى ، لا يعلم حقيقة بدء الحياة ونهايتها إلّا الله. فكم من إنسان قضى فترة كبيرة من حياته يعاني مرضا أو آلاما حتى كاد يحتضر ، فيموت طبيبه أثناء فترة العلاج ويشفى المريض ، وكم من عجوز عاش بصحة مع انحناء ظهره ، وبياض شعره ، وارتعاش أطرافه ، ووهن عظامه ، وثقل لسانه ، وقلّة كلامه ، وضعف حركته ، وإنعدام ذاكرته ، ويشهد موت أبنائه أو أحفاد وجيران ، ويمتد بالعجوز العمر. وقد نشهد أنّ مريضا يطول مرضه ، وآخر يموت فجأة وبلا سبب ـ صحيح الجسم وقويه ـ.
وصدق كلام ربنا العظيم ، إذ يقول :
(وَما تَدْرِي نَفْسٌ ما ذا تَكْسِبُ غَداً وَما تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) [سورة لقمان ، الآية ٣٤].