يمرض الإنسان ، لا يعلم لماذا وكيف؟
ثم يشفى من مرضه ، ولا يدري كيف شفي ، ولا لماذا؟
لقد برّر العلماء أنّ المرض هو نتيجة إصابة الجسم بجرثومة (وهي كائن حي) أو بميكروب (وهي خليّة حيّة) ، ولكن لماذا تصيب البعض ولا تصيب آخرين؟ ولماذا تصيب البعض ولا تسبب لهم مرضا ، بينما تمرض آخرين وقد تميتهم!
قد يمرض البعض نتيجة فيروس ، يدخل الجسم وينخر فيه ، ويتكاثر ويسبّب ما يعرف بالمرض الفيروسي (الفيروس جزء بروتيني صغير جدا ، يتكاثر بالملايين إذا وجد بيئة صالحة له).
ليست كل الأمراض التي تصيب الإنسان هي نتيجة فيروس أو ميكروب أو جرثومة ، بل إن أخطرها وأشدّها فتكا ما يصيب الإنسان بلا سبب يعلمه ، مثل :
ـ السرطان على اختلاف أنواعه ، فهو إنقسام غير منتظم يحدث في خلايا عضو في الجسم ، أو في جهاز منه.
ـ الكوليسترول ، وما يحدثه من ترسبات على جدار الشرايين الدموية ، وعن طريقها تحدث الجلطات أو الذبحة أو توقف القلب ، إذا زاد الكولسترول في الدم يسبّب ما تقدّم ذكره ، وإذا نقص يسبّب السرطان ، من هنا نقول : هل السرطان هو الذي يسبّب انخفاض الكولسترول ، فيحمي القلب من أمراضه ، أم أنّ انخفاض الكولسترول هو الذي يحمي القلب ولكنّه يسبّب السرطان؟
الله وحده يعلم سرّ ذلك!
هناك إجماع لدى العلماء ، على أنّ جسم الإنسان يعالج نفسه بنفسه ، وإنّه من الأسرار معرفة ما ذا يتم داخل الجسم ، ومن غرائب الجسم ، وجود جهاز إنذار يقود كريات الدم البيضاء المقاومة للأمراض.
إنّ ما يصفه الأطباء من علاج ، إنّما محاولة منهم لزيادة عمل الجسم ، ورفع قوته ، إنّ الله وحده يعلم ما صنع وما خلق ، ويعلم ما يفيد الجسم وما يضرّه ، (أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) [سورة الملك ، الآية ١٤].