وهو غليظ الدم ، وينبغي أن يتجنبه أصحاب السوداء ، وإكثارهم منه يولد لهم أدواء رديئة : كالوسواس ، والجذام ، وحمّى الرّبع ، ويقلل ضرره السلق والأسفاناخ ، وإكثار الدّهن ، وأردأ ما أكل بالمكسود ، وليتجنب خلط الحلاوة به فإنه يورث سددا كبديّة ، وإدمانه يظلم البصر لشدة تجفيفه ، ويعسّر البول ، ويوجب الأورام الباردة ، والرياح الغليظة ، وأجوده : الأبيض السمين السريع النّضاج.
وأما ما يظنه الجهال : أنه كان سماط الخليل الذي يقدمه لأضيافه ، فكذب مفترى ، وإنما حكى الله عنه الضيافة بالشّويّ ، وهو : العجل الحنيذ.
عسل :
قد تقدم ذكر منافعه.
قال ابن جريج : قال الزّهريّ : «عليك بالعسل ، فإنه جيد للحفظ».
وأجوده أصفاه وأبيضه ، وألينه حدّة ، وأصدقه حلاوة. وما يؤخذ من الجبال والشجر ، له فضل على ما يؤخذ من الخلايا. وهو بحسب مرعى نحله.
عنب :
في الغيلانيّات من حديث حبيب بن يسار ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : «رأيت رسول الله (ص) يأكل العنب خرطا».
قال أبو جعفر العقيليّ : «لا أصل لهذا الحديث». قلت : وفيه داود بن عبد الجبار أبو سليم الكوفيّ ، قال يحيى بن معين كان يكذب.
ويذكر عن رسول الله (ص) : «أنه كان يحبّ العنب والبطيخ».
وقد ذكر الله سبحانه العنب في ستة مواضع من كتاب في جملة نعمه التي أنعم بها على عباده ، في هذه الدار ، وفي الجنة ، وهو من أفضل الفواكه وأكثرها منافع ، وهو يؤكل رطبا ويابسا ، وأخضر ويانعا ، وهو فاكهة مع الفواكه ، وقوت مع الأقوات ، وأدم مع الإدام ، ودواء مع الأدوية ، وشراب مع الأشربة ، وطبعه طبع الحبّات : الحرارة والرطوبة ، وجيده : الكبّار ثلاثة ، أحمد من المقطوف في