.................................................................................................
______________________________________________________
وعلى ذلك فما هو الدخيل في التعليل هو نفس اليقين والشك لا اليقين بالوضوء والشك فيه ، ولو كان الأمر كما توهم لكان للإمام «عليهالسلام» التنبيه عليه.
فالنتيجة هي : صحة الاستدلال بهذه الصحيحة على حجية الاستصحاب في جميع الأبواب لا في باب الوضوء فقط.
فلا يكون جواب الشرط عبارة عن قوله «عليهالسلام» : «فإنه على يقين ...» الخ ، ولا قوله : «ولا ينقض اليقين بالشك ...» الخ ، وجعل قوله : «فإنه على يقين ...» تمهيدا للجواب حتى لا يكون دليلا على اعتبار الاستصحاب في جميع الأبواب بنحو الكلية ؛ بل يكون حكما تعبديا ونهيا عن نقض اليقين بالشك في باب الوضوء فقط ، حيث إن جعل الجواب قوله : «فإنه على يقين من وضوئه» يكون على خلاف الظاهر منه ؛ لأن كلمة «فإنه على يقين» ظاهرة في التعليل ، فجعل الجملة الاسمية الخبرية ـ يعني قوله «عليهالسلام» : «فإنه على يقين من وضوئه» بمعنى الإنشاء والأمر بالمضي على اليقين والبناء عليه بحسب العمل حال الشك ـ تعسف ، كما أن جعل الجواب عبارة عن قوله «عليهالسلام» : «ولا ينقض اليقين ...» الخ ، وجعل قوله «عليهالسلام» : «فإنه على يقين ...» الخ. تمهيدا للجواب ـ لا أنه علّة قامت مقام الجزاء ـ أيضا يكون على خلاف الظاهر منه ؛ بل لا وجه له بعد عدم صحة الفصل بالواو بين الشرط والجزاء على قانون العربية ، إلّا إن الظاهر من الصحيحة : ما سلك إليه الشيخ «قدسسره».
وأما كلام صاحب الكفاية فلا يخلو عن المناقشة :
أولا : من جهة أنه إن كان الشرط عبارة عن قوله «عليهالسلام» : «فإن حرّك ...» الخ. يتعين أن يكون جوابه لفظة «لا» على حسب الصناعة العرفية ، ولا يحتمل أن يكون الجواب قوله «عليهالسلام» : «فإنه على يقين ...» الخ ، ولا قوله : «ولا ينقض اليقين ...» الخ ، لأنه خلاف الظاهر منه عرفا ؛ بل لا يصح لاستلزامه الفصل بالواو بين الشرط والجزاء.
وثانيا : مرّ أنه منع بناء العقلاء ، فكيف قال في المقام : بأن التعليل يكون بالأمر الارتكازي العقلائي الغير المختص بباب الوضوء؟ فلا يخلو كلامه عن التناقض.
وكيف كان ؛ سواء جعل الشرط قوله : «فإن حرّك ...» الخ ، وجوابه لفظة «لا» ، وجعل قوله : «فإنه على يقين» تعليلا للجواب ـ كما يقول صاحب الكفاية ـ أو جعل الشرط قوله : «وإلّا» وكان الجواب محذوفا ، وجعل قوله : «فإنه على يقين» علة له ،