العدم ؛ بل وإن تخلل بما لا يخل بالاتصال عرفا (١) وإن انفصل حقيقة (٢) كانت (٣)
______________________________________________________
الشمس تحت الأرض بين المغرب والمشرق والنهار عبارة عن كونها على وجه الأرض بين المشرق والمغرب ، فهما من مصاديق الحركة التوسطية ، فإذا شك في بقاء الليل أو النهار فمرجعه إلى الشك في وصول الشمس إلى المنتهى ، أو أنه بعد في البين فيستصحب عدم وصولها إليه ، وهكذا الأمر في كل أمر تدريجي إذا كان الشك في بقائه من جهة الشك في انتهاء حركته التوسطية ووصوله إلى المنتهى أو أنه بعد في البين فيستصحب عدم وصوله إلى المنتهى وأنه بعد في البين.
ففي مثال خروج زيد ماشيا من البصرة إلى الكوفة إذا شك في بقاء مشيه من جهة الشك في انتهاء حركته التوسطية ووصوله على الكوفة ، فيستصحب عدم وصوله إليها. وأنه بعد في البين.
هذا غاية ما يمكن أن يقال في توضيح الوجه الثاني من الجواب عن إشكال جريان الاستصحاب في الأمور التدريجية الغير القارة.
توضيح بعض العبارات طبقا لما في منتهى الدراية.
قوله : «ما لم يتخلل في البين العدم» كقطعات الزمان من الليل والنهار والأسبوع والشهر ، فإنه لا يتخلل بين أجزائها عدم.
(١) كتخلل التنفس في أثناء القراءة ، وانقطاع الدم لحظة في الأيام الثلاثة ، ونحو ذلك ، فإن تخلل هذا المقدار من العدم لا يخل عرفا بالاتصال المساوق للوحدة والمراد ب «ما» الموصول هو العدم.
(٢) أي : بالنظر الدقي العقلي ، فإن تخلل العدم مطلقا مخلّ بالوحدة العقلية ، لكونه مانعا عن تحقق الاتصال بنظره.
(٣) جواب «ما» في «ما لم يتخلل» ، يعني : كانت الأمور غير القارة في صورة عدم تخلل العدم أصلا أو العدم غير المخل بالاتصال عرفا باقية إما مطلقا أي : بنظر العقل والعرف معا ؛ كما في صورة عدم تخلل العدم أصلا بين الأجزاء كما في الزمان على ما مر آنفا.
وإما بنظر العرف فقط ؛ كما في صورة تخلل العدم غير المخل بالاتصال عرفا ، كالسكوت اليسير المتخلل بين أجزاء القراءة وغيرها من التكلمات ، ومع صدق الشك في البقاء في الأمور التدريجية يجري فيها الاستصحاب على حذو جريانه في الأمور القارة.