وحكي (١) عن النهاية لا فعل الاثنين (٢) وإن كان هو الأصل (٣) في باب المفاعلة.
ولا الجزاء على الضرر (٤) ، لعدم تعاهده من باب المفاعلة.
وبالجملة : لم يثبت له (٥) معنى آخر غير الضرر.
كما أن الظاهر (٦) أن يكون «لا» لنفي الحقيقة ، كما هو الأصل (٧) في هذا
______________________________________________________
وهذا أحد الشاهدين اللذين أقامهما المصنف على وحدة الضرر والضرار معنى.
(١) عطف على «يشهد» ، يعني كما يشهد وكما حكي عن النهاية ويمكن عطفه على «إطلاق» بعد تأويله بالمصدر ، يعني : كما يشهد به إطلاق «المضار» على سمرة ، ويشهد به حكاية اتحادهما معنى عن النهاية.
وكيف كان ؛ فهذا هو الشاهد الثاني على الوحدة ، قال في محكي النهاية.
«وقيل : هما بمعنى ، والتكرار للتأكيد» ؛ إلا إن كلمة «قيل» تشعر بالتمريض ، فلا يبقى إلا الشاهد الأول وهو إطلاق المضار على سمرة.
(٢) يعني : لا أن يكون الضرار فعل الاثنين ، وهو المعنى الثاني من المعاني المتقدمة للضرار. قال في محكي النهاية الأثيرية : «والضرار فعل الاثنين» ، والشاهدان المذكوران ينفيان كون «الضرار» هنا فعل الاثنين ؛ لكن شهادة الشاهد الثاني مخدوشة بأن النهاية لم تشهد بوحدتهما ، لما عرفت من : أن الحكاية بلفظ «وقيل» ليست ارتضاء للوحدة وقولا بها حتى تكون شهادة مثبتة للوحدة ونافية لكون «الضرار» فعل الاثنين ، بل الأمر بالعكس ، حيث إن قوله : «والضرار فعل الاثنين» ظاهر في جزمه بأن التعدد أحد معانيه اللغوية.
وكذا الحال في الشاهد الأول ، فإن شهادته على الوحدة أيضا محل إشكال مذكور في بعض التعاليق ، فدعوى : أظهرية الوحدة غير ثابتة.
(٣) كما هو المشهور بين أهل العربية ؛ لكنه غير ثابت إن أريد بالأصل وضع باب المفاعلة للمشاركة بين اثنين في صدور الفعل.
وإن أريد به الغلبة الاستعمالية ، ففيه ـ مع عدم ثبوتها أيضا ـ أنها لا تصلح لحمل الموارد المشكوكة عليها ؛ لتوقيفية اللغات وعدم حجية مجرد الغلبة وطريقيتها لإثباتها.
(٤) هذا إشارة إلى المعنى الثالث للضرار ، وقد تقدم ذكره.
(٥) أي : لم يثبت للضرار معنى آخر غير الضرر ، فالمراد بهما واحد.
(٦) هذا إشارة إلى معنى كلمة «لا» النفي ، وقد عرفت توضيحه بقولنا : «فحاصل ما أفاده المصنف».
(٧) الأولى تأخيره عن قوله : «حقيقة» بأن يقال : «لنفي الحقيقة حقيقة كما هو