عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته » ونحوه في التهذيب ، لكن بزيادة الواو قبل السلام بل والكافي أيضا ، لكن أبدل قوله : « وصلى الله » باللهم صل على محمد وآل محمد كما عن بعض نسخ الفقيه ، ومن هنا وقع الخلاف في ذلك بين الأصحاب ، فالمشهور كما في الذكرى على الثاني ، والمصنف في المعتبر والنافع والفاضل في المنتهى والمختلف والخراساني على الأول ، ولعله ظاهر نهاية الشيخ والمهذب البارع ، واختاره الأردبيلي على ما قيل ، ونفى عنه البعد في المدارك ، وكأنه مال إليه في الرياض ، ولعله الأقوى في النظر لما عرفت ولما في الصحيح من الاضطراب ، بل قد ضعف أولا بارتفاع منصب الامام عليهالسلام عن السهو خصوصا في العبادة ، وثانيا باحتمال كون ما قاله على وجه الجواز لا اللزوم.
وربما يدفع الأول بجواز كون المراد بقوله فيهما على وجه الإفتاء لا أنه سها كما يومي اليه قوله عليهالسلام فيه أولا « تقول » وإن كان قد ينافيه قوله عليهالسلام ثانيا فيهما ، وفيه أن مجرد جواز ذلك غير كاف في ثبوت المطلوب ، إلا أن يدعى ظهوره بذلك كما في المدارك ، وبه حينئذ يندفع الثاني ، ضرورة ظهوره ـ وإن كان هو بالجملة الخبرية ـ في الوجوب ، لكن لا يخفى على الفقيه الممارس قصور مثل هذه الدلالة مع هذا الاضطراب عن إثبات الوجوب ، فضلا عن أن يعارض تلك الإطلاقات والموثق (١) المعتضد بالأصل وغيره مع صراحة دلالته أو ظهوره ظهورا قريبا إلى الصراحة ، ودعوى الانجبار بالشهرة يدفعها أنه لا صراحة في كلماتهم بالوجوب على وجه تتحقق به شهرة معتد بها ، فلا بأس بالعمل بها على وجه الاستحباب.
وعلى كل حال فـ ( لو وجب الذكر فهل يتعين بلفظ ) بالخصوص؟ الأشبه عند المصنف والتحرير والموجز والذخيرة لا كما عن المبسوط ، فيجزي حينئذ جميع ما سمعته في الصحيح وغيره من الأذكار أيضا ولو على التفريق بين السجدتين ، لقصور
__________________
(١) الوسائل ـ الباب ـ ٢٠ ـ من أبواب الخلل الواقع في الصلاة ـ الحديث ٣.