( وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَ ذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ) [ النمل ].
وتحدّث القرآن الكريم تفصيلياً عن مظاهر القوّة والتقدّم في دولة سليمان عليهالسلام خاصّة :
( قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ) [ ص ].
( وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ * يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ) [ سبأ ].
ب. ممارسة الفتح : ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ ) [ البقرة ].
وأشار القرآن إلى الانتصارات العسكرية التي حقّقها داود : عليهالسلام ( فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَ كِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ ) [ البقرة ].
وهكذا يعلن القرآن صراحة عن موقع الجهاد والقتال في حركة التاريخ وصون أهدافها ، وأنّ قانون التدافع هو سنّة تاريخية تحكم رسالات الأنبياء في مواجهتها لكلّ أنواع الاعتراضات والمصادمات مع خطوط الانحراف في المجتمع.
ج. تطبيق شريعة متكاملة : وقد استند في ذلك إلى شريعة موسى عليهالسلام وإن كان القرآن يحدّثنا عن كتاب داود عليهالسلام : ( وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا ) [ النساء ].
د. بناء سليمان عليهالسلام هيكلاً ، ويعتبر أهمّ معبد للبشرية بعد بيت الله الحرام الذي أشاده إبراهيم عليهالسلام ، ويعني ذلك تأكيد وتأصيل علاقة الناس بالدين والاستجابة للنزعات الحسّية للنفس البشرية في ممارسة الطقوس العبادية.