ولا تخرجني عن ملة الإسلام ، فإني اعتصمت بحبك ولا تكلني إلى غيرك ، اللهم صل على محمد وآل محمد ، وعلمني ما ينفعني ، واملا قلبي علما وخوفا من سطواتك ونقماتك ، اللهم انى أسألك مسئلة المضطر إليك ، المستجير من عذابك ، الخائف من عقوبتك ان تغفر لي بعفوك وتحنن على برحمتك ، وتجود على بمغفرتك وتؤدى عنى فريضتك ، وتغنيني بفضلك عمن سواك من (١) أحد من خلقك ، وان تجيرني من النار برحمتك ، اللهم صل على محمد وآل محمد ، وافتح لي (٢) فتحا يسيرا وانصره نصرا عزيزا ، اللهم صل على محمد وآل محمد ، وأظهر حجته بوليك واحى سنته بظهوره حتى يستقيم بظهوره جميع عبادك وبلادك ولا يستخفى أحد بشيء من الحق مخافة أحد من الخلق ».
« اللهم إني أرغب إليك في دولته الشريفة الكريمة ، التي تعز بها الإسلام واهله ، وتذل بها الشرك واهله ، اللهم صل على محمد وآل محمد ، واجعلني فيها من الدعاة إلى طاعتك ، والقائدين (٣) في سبيلك ، وارزقني كرامة الدنيا والآخرة ، اللهم ما أنكرناه من الحق فعرفناه ، وما قصرنا عنه فبلغناه ، اللهم صل على محمد وآل محمد واستجب لنا ما دعوناك وسألناك ، واجعلنا ممن يتذكر فتنفعه الذكرى ، وأعطني اللهم سؤالى في الدنيا والآخرة ، انك على كل شيء قدير ».
ثم يجتهد في الدعاء ، فاذا فرغ منه وغربت الشمس ، أفاض من عرفات الى المشعر الحرام.
« باب أحكام الوقوف بعرفات ».
هذه الأحكام على ضربين : واجب ، ومندوب ، فاما الواجب فهو : الوقوف بالموقف الى غروب الشمس ، والإفاضة منه الى المشعر الحرام عند غروبها ، واعادة
__________________
(١) وفي المقنعة « تغنيني بفضلك عن سؤال أحد. »
(٢) وفي المقنعة « وافتح له » وهذه تناسب ما بعدها.
(٣) وفي بعض النسخ « والعابرين » كما في المقنعة