بقوله « الَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ دائِمُونَ » (١) فعن الباقر عليهالسلام في تفسيرها قال يقول اذا فرض على نفسه شيئا من النوافل دام عليه (٢).
وفقنا الله للمداومة على الخيرات والمواظبة على الطاعات بنبيه وآله سادات السادات.
٢٩ ـ مسألة
[ الهوان والذل عند الله ]
ورد في بعض الادعية المأثورة عنهم عليهمالسلام : « اللهم أكرمني بهوان من شئت من خلقك ، ولا تهني بكرامة أحد من أوليائك ».
أقول : وما توفيقي الا بالله ، لو لم يكن في الوجود مهان لم يظهر كون أحد مهانا ، اذ العزيز عزيز اذا كان في الوجود ذليل ، كما أن الذليل ذليل اذا كان في الوجود عزيز ، وذلك أن الاشياء كما قيل : انما تعرف بأضدادها.
بل نقول : معنى الاكرام وهو الفعل المنبئ عن كرامة متعلقه ، انما يظهر عند ظهور معنى الاهانة ، وهو الفعل المنبىء عن هوان متعلقة وبالعكس.
فلما كان اكرامه تعالى أحدا من خلقه وان كان من الفقراء انما يظهر في الوجود العيني هو بهوان غيره ممن شاء من خلقه ، وان كان من الملوك فرب فقير يغلب موقعه في القلوب ويعظمه كل ملك.
ورب ملك لا وقع له في القلوب ويكون ذليلا في الاعين. قال عليهالسلام : أكرمني في الدنيا أو في الآخرة أو فيهما. وهو الاظهر بالنصر والظفر والتوفيق بهوان من
__________________
(١) سورة المعارج : ٢٣.
(٢) تفسير القمى ٢ / ٣٨٦.