رواية حماد بن عثمان .. يذكر دليلا عليه رواية ابن فضال ، فتأمل.
فقول الفاضل الاردبيلي رحمهالله في شرح الارشاد في مقام الرد على العلامة كونه ضعيفا ، غير ظاهر ، بل الظاهر أنه ثقة غير فطحي ، وان قيل انه فطحي (١) كما ترى ، فانه أراد رحمهالله بالضعيف مقابل الصحيح ، يعني انه ليس بحديث يعمل به ، كما يعمل بالصحيح لعدم ايمان راويه حال روايته ، ولا فسق أعظم من عدم الايمان فوجب التثبت في خبره كما أمر الله به.
ثم قال العلامة رحمهالله : ومع ذلك لا يصلحان ـ أي : الخبران المذكوران ـ لمعارضة الاحاديث الكثيرة الدالة على انحصار الطريق في الرؤية ومضي الثلاثين لا غير.
هذا وأما قول الفاضل الاردبيلي : وهذان الخبران ليسا بصريحين في الافطار والصوم ، اذ قد يكون لليلة المتقدمة ، مع عدم كون التكليف به الا مع العلم به في الليل أو بالشهود وفي النهار ، فتأمل. فان الظاهر من الرؤية هي المتعارفة ، وانما تكون في الليل ، فلا تشمل أخبارها لرؤية النهار ، ولهذا بعد الزوال غير داخل فيها (٢).
ففيه تأمل ، فان قوله عليهالسلام : اذا رؤي الهلال قبل الزوال ، فذلك اليوم من شوال ، واذا رؤي بعد الزوال فذلك اليوم من شهر رمضان. صريح في الافطار والصوم ، فان ذلك اليوم لما كان من شوال كان يوم عيد ، فوجب فيه الافطار ، وكذا لما كان هذا اليوم من شهر رمضان وجب فيه الصوم.
نعم ما ذكره قدسسره صالح لان يجمع به بين الخبر الاول ، والاخبار المتضمنة لانحصار الطريق في الرواية ، أو مضي الثلاثين ، بأن المراد بالرؤية هي المتعارفة ، وانما تكون في ليلة الثلاثين لا في يومه ، فلا منافاة بين رؤيته في
__________________
(١) مجمع الفائدة ٥ / ٢٩٨.
(٢) مجمع الفائدة ٥ / ٣٠١.