وما يكنّه من حقد وعداء للإسلام وللمسلمين ، فإنّه حينما استتبّ له الأمر عمد بشكل سافر إلى محاربة الإسلام والانتقام من أعلامه أمثال الصحابي العظيم حجر بن عديّ ، وأخلد بجرائمه للمسلمين المصاعب والكوارث ، وألقاهم في شرّ عظيم ، وسوف نتحدّث عن ذلك في البحوث الآتية .
وبعدما انتهى الإمام أبو محمّد من الصلح غادر الكوفة التي غدرت به وبأبيه لتستقبل جور معاوية وظلمه ، وكان معه أهل بيته واخوته ، ومن بينهم أخوه وعضده أبو الفضل العبّاس ، وأخذوا يجدّون السير لا يلوون على شيء حتّى انتهوا إلى يثرب ، وقد استقبلتهم بحفاوة بالغة البقيّة الباقية من الصحابة وأبنائهم ، واستقرّ الإمام في يثرب ، وقد التفّ حوله الفقهاء والعلماء ، فأخذ يغذّيهم بعلومه ومعارفه ، ويغدق على البؤساء والمحرومين من فيض جوده وكرمه ، وقد استعادت يثرب بوجوده ما فقدته من القيادة الروحيّة للمسلمين حينما غادرها وصيّ رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وباب مدينة علمه الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام .
وعلى أيّ حال فقد شاهد أبو الفضل العبّاس عليهالسلام ما جرى على أخيه الزكيّ أبو محمّد عليهالسلام من المحن الشاقّة والعسيرة ، ورأى غدر أهل الكوفة وخيانتهم له ، ونكثهم لبيعتهم له ، وقد عرّفته هذه الأوضاع السياسيّة والاجتماعيّه حقيقة المجتمع ، وأنّ الغالبية الساحقة منه ينسابون وراء مصالحهم وليس للقيم الدينيّة أي أثر في نفوسهم .
وبهذا نطوي الحديث عن بعض الأحداث المروّعة التي شاهدها أبو الفضل العبّاس عليهالسلام .