وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلَا تُنْظِرُونِ ) (١) ، ( إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ) (٢) . (٣)
اللّهُمَّ احْبِسْ عَنْهُمْ قَطْرَ السَّماءِ ، وَابْعَثْ عَلَيْهِمْ سِنِينَ كَسِنِيِّ يُوسُفَ ، وَسَلِّطْ عَلَيْهِمْ غُلَامَ ثَقِيفٍ يَسْقِيهِمْ كَأْساً مُصَبَّرَةً ، فَإِنَّهُمْ كَذَّبُونَا وَخَذَلُونَا ، وَأَنْتَ رَبُّنا عَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (٤) .
ومثّل هذا الخطاب الثوري صلابة الإمام ، وقوّة عزيمته ، وشدّة بأسه ، فقد استهان باُولئك الأقزام الذين كتبوا إليه يستنجدون به ، ويستغيثون لينقذهم من جور الأمويّين وظلمهم ، فلمّا أقبل إليهم انقلبوا عليه رأساً على عقب ، فسلّوا عليه سيوفهم ، وشهروا عليه رماحهم ، تقرّباً للطغاة والظالمين لهم ، والمستبدّين بشؤونهم ، في حين أنّه لم يبدو من اُولئك الحكّام أيّة بارقة من العدل فيهم .
كما أعلن الإمام عن رفضه الكامل لدعوة ابن مرجانة من الاستسلام له ، فقد أراد له الذلّ والهوان ، وهيهات أن يرضخ لذلك وهو سبط الرسول صلىاللهعليهوآله ، والممثّل الأعلى للكرامة الإنسانيّة ، فقد صمّم على الحرب باُسرته التي مثّلت البطولات ليحفظ بذلك كرامته وكرامة الاُمّة .
وقد أخبرهم الإمام عن مصيرهم بعد قتلهم له أنّهم لا ينعمون بالحياة ، وأنّ الله
__________________________
(١) يونس ١٠ : ٧١ .
(٢) هود ١١ : ٥٦ .
(٣) تحف العقول : ٢٤٠ ـ ٢٤٢ . الاحتجاج : ٢ : ٩٧ ـ ١٠٠ . مناقب آل أبي طالب : ٤ : ١١٠ . اللهوف : ٤٠ ـ ٤٢ . بحار الأنوار ٤٥ : ٨ ـ ١٠ ، الحديث ٨٣ . تاريخ مدينة دمشق : ١٤ : ٢١٨ و ٢١٩ . مقتل الحسين عليهالسلام / الخوارزمي : ٢ : ٦ ـ ٨ .
(٤) اللهوف : ٦٠ . مقتل الحسين عليهالسلام / الخوارزمي : ٢ : ٧ و ٨ .