السُّنَنِ ، وَيْحَكُمْ أَهٰؤُلَاءِ تَعْضِدُونَ ، وَعَنّا تَتَخاذَلُونَ ؟! أَجَلْ وَاللهِ لَغَدْرٌ فِيكُمْ قَدِيمٌ وَشَجَتْ عَلَيْهِ أُصُولُكُمْ ، وَتَأْزَّرَتْ عَلَيْهِ فُرُوعُكُمْ (١) ، فَكُنْتُمْ أَخْبَثَ ثَمَرٍ ؛ شَجَنٌ (٢) لِلنّاظِرِ وَأُكْلَةٌ لِلْغاصِبِ .
أَلَا وَإِنَّ الدَّعِيَّ ابْنَ الدَّعِيِّ قَدْ رَكَزَ بَيْنَ اثْنَتَيْنِ بَيْنَ السِّلَّةِ (٣) وَالذِّلَّةِ وَهَيْهاتَ مِنّا الذِّلَّةُ ، يَأْبَى اللهُ لَنا ذلِكَ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ، وَحُجُورٌ طابَتْ وَطَهُرَتْ ، وَأُنُوفٌ حَمِيَّةٌ ، وَنُفُوسٌ أَبِيَّةٌ مِنْ أَنْ تُؤَثِرَ طاعَةَ اللِّئامِ عَلَىٰ مَصارِعِ الْكِرَامِ . أَلَا وَإِنِّي زَاحِفٌ بِهٰذِهِ الْأُسْرَةِ مَعَ قِلَّةِ الْعَدَدِ وَخُذْلَانِ النّاصِرِ .
ثمّ واصل كلامه عليهالسلام بأبيات فروة بن مُسَيك المرادي :
فَـإِنْ نَهْـزِمْ فَهَزَّامُونَ قِدْمَاً |
|
وَإِنْ نُهْزَمْ فَغَيْرُ مُهَزَّمِينَا |
وَما إِنْ طِبُّنا جُبْنٌ وَلَكِنْ |
|
مَنايانـا وَدَوْلَةُ آخَرِينا |
فَأَفنِىٰ ذلِكُمْ سَرَوَاتَ قَوْمِي |
|
كَما أَفنَـى القُـرُونَ الأَوَّلِينا |
فَلَوْ خَلَدَ الْمُلُوكُ إِذاً خَلَدْنا |
|
وَلَوْ بَقِـيَ الكِـرَامُ إِذاً بَقِينا |
فَقُلْ لِلشّامِتِينَ بِنا أَفِيقُوا |
|
سَيَلقَىٰ الشامِتُونَ كَما لَقِينا |
إِذا ما المَوْتُ رَفَّعَ عَنْ أُناسٍ |
|
كَلَاكِلَـهُ أَنـاخَ بِآخَرِينا |
ثمّ قال : ثُمَّ أَيْمُ اللهِ لَا تَلبَثُونَ بَعْدَها إِلّا كَرَيْثَما يُرْكَبُ الْفَرَسُ حَتّىٰ تَدُورَ بِكُمْ دَوْرَ الرَّحَىٰ ، وَتَقْلَقَ بِكُمْ قَلَقَ الْمِحْوَرِ ، عَهْدٌ عَهِدَهُ إِلَيَّ أَبِي عَنْ جَدِّي ( فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ
__________________________
(١) تأزّرت : أي نبتت عليه فروعكم وقويت به . لسان العرب : ١ : ١٣١ ـ أزر .
(٢) الشَّجَنُ : الغُصْن المشتبك . القاموس المحيط : ١٥٥٩ ـ شَجَنَ . لسان العرب : ٧ : ٣٩ ـ شَجَنَ . وفي أكثر المصادر يوجد تصحيف للكلمة .
(٣) السلّة : استلال السيوف عند القتال . لسان العرب : ٦ : ٣٤١ ـ سَلَلَ .